تمكنت مجموعات محلية بمشاركة الأهالي، اليوم الأحد، من اقتحام سجن صيدنايا، المعروف بسمعته السيئة، وإطلاق سراح آلاف المعتقلين والأسرى. ورغم النجاح في تحرير المحتجزين من الطوابق العلوية، أفادت تقارير بوجود معتقلين ما زالوا عالقين في الأقبية السفلية نتيجة صعوبة فتح الأبواب المؤدية إليها.
وتداولت حسابات إخبارية مشاهد من عملية تحرير المعتقلين، مشيرة إلى أن العملية شملت الطوابق الثلاثة العلوية، بينما بقيت زنازين الطوابق السفلية، المعروفة باسم “السجن الأحمر”، مغلقة. وذكرت التقارير أن هذا القسم مخصص للتعذيب والإعدام، وأن الوصول إليه يتطلب مخططات دقيقة أو تدخل جهات مختصة.
وأعرب أهالي المعتقلين عن قلقهم البالغ، مناشدين المنظمات الدولية للتدخل السريع لإنقاذ المحتجزين، خاصة بعد تعطل مولدات الهواء المخصصة للأقبية السفلية. وأشاروا إلى مخاطر كارثية قد تنجم عن انقطاع التهوية.
نفي وجود معتقلين داخل السجن
وبحسب موقع تلفزيون سوريا، نفى دياب سرّية، المؤسس المشارك في “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، وجود أي معتقلين داخل السجن حالياً. وأوضح أن القسم السفلي، الذي أثيرت حوله الأنباء، هو في الواقع “قسم المنفردات” ويتألف من طابق واحد فقط، وقد تم تحرير آخر دفعة من معتقليه الذين بلغ عددهم نحو 250 شخصاً.
وأضاف سرّية أن الأخبار المتداولة عن وجود معتقلين آخرين قد تكون ناجمة عن معاناة أهالي المفقودين الذين لم يعثروا على ذويهم بين المفرج عنهم.
سجن صيدنايا: رمز القمع والانتهاكات
يشتهر سجن صيدنايا، الذي وصفته منظمة العفو الدولية في تقريرها بعنوان “المسلخ البشري”، بممارسات تعذيب وإعدامات ممنهجة. وكانت المنظمات الحقوقية قد وثقت في السابق انتهاكات جسيمة ارتُكبت داخل هذا السجن، مما جعله رمزاً للمعاناة في سوريا خلال العقود الأخيرة.
يبقى الغموض يكتنف مصير المفقودين، في وقت تتصاعد فيه المطالبات بتحقيق دولي يكشف الحقائق وينصف الضحايا.