دعا قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، الوسطاء الدوليين إلى مواصلة الضغط لإيجاد حلول دبلوماسية مع تركيا، وسط تصاعد التوترات بين الطرفين. وفي مقابلة مع وكالة “أسوشيتد برس”، شدد عبدي على أهمية استمرار المحادثات لتفادي تصعيد أكبر في المنطقة، مؤكداً أن الحوار مع الحكومة السورية مستمر منذ سنوات، لكن التوصل إلى حلول مع تركيا يبقى أولوية لتحقيق استقرار أوسع.
وأشار عبدي إلى أن الهجوم الأخير في أنقرة كان بمثابة “ذريعة” لهجوم تركي مخطط له مسبقاً في سوريا، موضحاً أن “أنقرة تزعم أن هذه العمليات هي رد فعل على هجومها الأخير، لكن الطبيعة المتواصلة للهجمات، التي دخلت يومها السادس، تشير إلى أنها كانت جزءاً من خطة أوسع، وليست مجرد رد فعل عابر”.
وزعم عبدي أن الغارات التركية ألحقت أضراراً بالغة بالبنية التحتية المدنية، بما في ذلك منشآت الكهرباء والنفط والمخابز، مما تسبب بمعاناة كبيرة للمدنيين. واعتبر أن هذه العمليات تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية في شمال سوريا عبر “دفع السكان الأكراد إلى مغادرة المنطقة”، ما وصفه بأنه “استراتيجية تركية طويلة الأمد للتغيير الديموغرافي”.
وأكد عبدي رغم ذلك أن قواته “منفتحة على الحوار مع تركيا، حتى مع استمرار هجماتها”، داعياً “التحالف الدولي” والوسطاء الدوليين إلى تكثيف الجهود للتوصل إلى حلول دبلوماسية، معرباً عن أمله في أن تثمر هذه الجهود عن نتائج ملموسة تخدم جميع الأطراف.
وأضاف عبدي أن نجاح محادثات السلام بين الحكومة التركية وحزب “العمال الكردستاني” قد يكون له تأثير إيجابي على حل القضية الكردية في سوريا أيضاً، مشيراً إلى أن “حل القضايا بين الجانبين قد يفتح الباب لتحقيق استقرار إقليمي أوسع، ويخدم مصالح كافة الأطراف في المنطقة”.