أعلنت “مؤسسة الخطوط الجوية السورية” التابعة لحكومة النظام السوري استئناف رحلاتها الجوية المنتظمة بين مطاري دمشق وجدة في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد انقطاع دام 8 سنوات. وأفادت وزارة النقل في حكومة النظام أن أولى الرحلات ستنطلق في السابع من تشرين الثاني المقبل، وفقاً لما نقلته وكالة أنباء النظام “سانا”.
وأفاد حاتم قباس، مدير عام المؤسسة، بأن الرحلات ستكون بواقع رحلتين أسبوعياً كل يوم إثنين وخميس، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل حركة التنقل بين البلدين وتعزيز التواصل بين الجاليات السورية والسعودية، في ظل تحسن العلاقات بين دمشق والرياض.
خلفية توقف الرحلات
توقفت الرحلات بين مطاري دمشق وجدة في أيار/مايو 2016، بسبب تدهور العلاقات السياسية بين سوريا والمملكة العربية السعودية آنذاك، ضمن حالة من التوتر الإقليمي بعد بدء النزاع السوري، ما أدى إلى تعليق الأنشطة الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين.
تطورات التطبيع السعودي مع النظام السوري
بدأت العلاقات بين السعودية والنظام السوري في العودة تدريجياً مع إعلان المملكة في نيسان/أبريل 2023 عن إعادة العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، في خطوة تمهيدية لتوسيع التواصل الرسمي. وجاء ذلك بعدما زار وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، دمشق للمرة الأولى منذ 12 عاماً، والتقى برئيس النظام السوري بشار الأسد، في إشارة إلى تحول جديد في الموقف السعودي تجاه النظام السوري.
وجاءت خطوة السعودية هذه تمهيداً لدعوة النظام السوري للعودة إلى الجامعة العربية، بعد تجميد عضويته منذ عام 2011، بسبب انتهاكاته المستمرة بحق الشعب السوري. وقد تزامن ذلك مع دعوة الرئيس بشار الأسد لحضور القمة العربية التي انعقدت في جدة في أيار/مايو 2023، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها منذ قمة 2010.
وفي إطار إعادة العلاقات، عيّن النظام السوري أيمن سوسان سفيراً له في العاصمة الرياض، في حين أعلنت السعودية تعيين فيصل بن سعود المجفل سفيراً لها في دمشق، ليكون ذلك مؤشراً على تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بعد سنوات من القطيعة.
