تفرض قوات النظام السوري حصاراً خانقاً منذ نحو شهر على بلدة زاكية في الغوطة الغربية بريف دمشق، مما أوقع سكانها في ظروف معيشية صعبة وغير مسبوقة، حسبما أفادت مصادر محلية نقل عنها تلفزيون سوريا. وأوضحت المصادر أن قوات “الفرقة الرابعة” والأمن العسكري قامت بنشر نقاط تفتيش حول البلدة، وأغلقت الطرق الرئيسية، مما أدى إلى شلل كامل في حركة المدارس والأسواق، وتحولت زاكية إلى ما يشبه مدينة محاصرة.
بدأ الحصار عقب حادثة اعتقال لشابين أطلق عليهما النار مباشرة عند أحد الحواجز، ما أثار غضباً بين الأهالي وأدى إلى اندلاع مواجهات محدودة. ووفقاً للمصادر، استغلت قوات النظام هذا الوضع لتشديد الحصار وفرض إتاوات مالية على الأهالي مقابل السماح بدخول المواد الغذائية والحاجيات الأساسية.
وتخضع جميع البضائع القادمة إلى البلدة لتفتيش صارم، وسط تذمر الأهالي الذين يؤكدون أن أبسط الحاجيات، مثل الفاكهة، باتت نادرة، ولا تصل إلا بعد دفع مبالغ مالية ومرورها بعمليات تفتيش مهينة. ويعيش السكان في حالة من الخوف والترقب، حيث يتجنب الشباب التحرك خوفاً من الاعتقال أو التعرض للمداهمات المفاجئة.
تصاعد التوترات مع الفرقة الرابعة
تشهد زاكية توترات مستمرة مع محاولات “الفرقة الرابعة” زرع خلايا تابعة لها داخل البلدة ونشر المخدرات وتنفيذ عمليات اغتيال لزعزعة الاستقرار. وأواخر تموز الماضي، أفادت مصادر خاصة ببدء “مكتب أمن الفرقة الرابعة” بتشكيل خلية أمنية لتصفية المعارضين، بعد أن تمكن الأهالي من طرد الميليشيات المحلية التابعة للفرقة من البلدة.
ويُذكر أن حكومة النظام أصدرت قراراً سابقاً بالحجز الاحتياطي على أملاك نحو 900 شخص من أبناء زاكية، وفق “قانون مكافحة الإرهاب” لعام 2012، والذي يتيح للنظام مصادرة أملاك من يعارضونه، مما يعمّق الأزمة الإنسانية في البلدة.