قال مسعفون وسكان إن ضربات إسرائيلية على أنحاء قطاع غزة قتلت 42 شخصا يوم الأربعاء بينما كثف الجيش الإسرائيلي الحصار على مناطق شمال القطاع وطوق مستشفيات وملاجئ للنازحين وأصدر أوامر للسكان بالتوجه جنوبا.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة ومنظمة الصحة العالمية إنهما لن تتمكنا من بدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في شمال القطاع كما هو مقرر بسبب القصف الكثيف والنزوح الجماعي وتعذر الوصول إلى المنطقة.
وبدأ الجيش الإسرائيلي عمليات في الشمال منذ نحو ثلاثة أسابيع بهدف معلن هو منع مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) من إعادة تنظيم صفوفهم، لكنه كثف العملية بعد مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي للحركة الأربعاء الماضي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أنه أرسل وحدة عسكرية أخرى إلى جباليا شمالي مدينة غزة. ويقول سكان إن القوات الإسرائيلية حاصرت ملاجئ النازحين، الأمر الذي أجبرهم على المغادرة بينما اعتقل الجيش الكثير من الرجال. وقالت وزارة الصحة إن 650 على الأقل قتلوا منذ بدء الهجوم الجديد.
ومن بين ما لا يقل 42 شخصا قُتلوا في ضربات للجيش الإسرائيلي في أنحاء غزة يوم الأربعاء، وسقط 37 قتيلا في مناطق شمال القطاع.
وفي وقت لاحق من يوم الأربعاء، قالت مديرية الدفاع المدني في غزة إن ثلاثة من موظفيها أصيبوا في شمال القطاع فيما قالت إنه “هجوم متعمد”، يهدف إلى إجبارهم على الخروج من جباليا، وذلك بعد ساعات من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر لبعض موظفي المديرية بمغادرة المخيم.
وفي وقت لاحق، قال الدفاع المدني إن جميع عملياته في شمال غزة توقفت بعد أن احتجزت قوات إسرائيلية خمسة من موظفيه وقصفت سيارة الإطفاء الوحيدة.
وذكر الدفاع المدني في بيان “توقف عملنا كليا في محافظة الشمال والوضع أصبح كارثيا هناك، والمواطنون المتواجدون باتوا بدون خدمات إنسانية “.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) يوم الأربعاء إن أحد موظفيها قتل عندما تعرضت مركبة تابعة للأونروا لضربة في دير البلح وسط قطاع غزة. وقال مسعفون إن شقيق الرجل قتل أيضا. وأعلنت بلدية مدينة غزة أن اثنين من موظفيها قتلا وأصيب ثلاثة في غارة هناك.
وقال مسؤولون بالصحة والدفاع المدني إن عشرات الجثث لفلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية في جباليا ومحيطها تناثرت على جوانب الطرق وتحت الأنقاض مع عدم قدرة الفرق الطبية على الوصول إليها.
وفي شمال القطاع توقفت مستشفيات عن تقديم الخدمات الطبية أو أصبحت غير عاملة تقريبا بسبب الهجمات. وتقول المستشفيات التي رفض الأطباء فيها أوامر الإخلاء الإسرائيلية إن أكياس الدم اللازمة لعمليات نقل الدم تنفد، وكذلك تنفد الأكفان ومستلزمات التعامل مع جثث الموتى.
وقالت وزارة الصحة في غزة في بيان “نناشد العالم الذي فشل أن يوفر لشعبنا الحماية والمأوى ولم يستطع إدخال الغذاء والدواء أن يبذل جهده وأن يرسل أكفانا لنستر أجساد الشهداء”.
وأضافت الوزارة أن التصعيد أدى إلى تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، بعد انتهاء مراحلها التي شملت وسط وجنوب قطاع غزة.
وقال رئيس اللجنة الفنية لحملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة مجدي ضهير “نحو 120 ألف طفل في مدينة غزة ومحافظة شمال القطاع لم نتمكن اليوم من إعطائهم الجرعة الثانية ضد شلل الأطفال بسبب الحصار والعدوان الإسرائيلي”.
وأضاف “ما زلنا ندرس تنفيذ الحملة خلال الأيام المقبلة حسب الواقع على الأرض ووفقا للاستعدادات لضمان تنفيذ الحملة بشكل أفضل”.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، التابعة للجيش الإسرائيلي والتي تشرف على المساعدات والشحنات التجارية إلى قطاع غزة، إن حملة التطعيم في شمال القطاع ستبدأ خلال أيام “بعد تقييم مشترك وبناء على طلب” من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف).
.........