شنت القوات الإسرائيلية مساء الأحد سلسلة غارات استهدفت عدة فروع لـ "مؤسسة القرض الحسن" التابعة لحزب الله في لبنان، وذلك بعد تحذيرات وجهها الجيش الإسرائيلي حول نية استهداف هذه المؤسسة. فما هي "مؤسسة القرض الحسن" وما الدور الذي تلعبه؟.
مؤسسة القرض الحسن :
تأسست المؤسسة عام 1982 خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، ومنذ ذلك الحين تطورت لتصبح الذراع المالية الرئيسية لحزب الله.
تُدار المؤسسة بطريقة مشابهة للبنوك التجارية، حيث تقدم خدمات مالية وقروضاً للمواطنين اللبنانيين، إلا أنها تعمل خارج نطاق سلطة البنك المركزي اللبناني، ما يجعلها غير خاضعة للقوانين المالية الرسمية في البلاد.
ولطالما أثارت "مؤسسة القرض الحسن" جدلاً واسعاً في لبنان وعلى الساحة الدولية، وذلك بسبب اتهامات متعددة بتورطها في عمليات غسيل أموال وتمويل أنشطة غير قانونية لحزب الله.
وتعتقد الولايات المتحدة أن حزب الله يستخدم هذه المؤسسة كغطاء للوصول إلى النظام المالي العالمي، وقد فرضت عليها عقوبات اقتصادية عدة.
وفقاً لوزارة الخزانة الأميركية، فإن المؤسسة تُستخدم لنقل أموال بشكل غير مشروع، مما يساهم في تقويض استقرار الدولة اللبنانية.
إلى جانب العقوبات الأميركية، تصنّف السعودية "مؤسسة القرض الحسن" ككيان إرهابي، معتبرةً أنها تلعب دوراً في تمويل أنشطة حزب الله المرتبطة بإيران.
وهذا التصنيف يعكس المخاوف الإقليمية والدولية من النفوذ المالي الذي تمارسه المؤسسة.
بحسب وسائل إعلام لبنانية، تمتلك "مؤسسة القرض الحسن" نحو 31 فرعاً في لبنان، موزعة على ثلاث مناطق رئيسية: بيروت، الجنوب، والبقاع.
وعلى الرغم من الجدل المحيط بها والعقوبات المفروضة، تواصل المؤسسة توسيع نطاق خدماتها، حيث ذكرت على موقعها الإلكتروني أنها "تتقدم باستمرار لتلبية احتياجات اللبنانيين المتزايدة فيما يتعلق بالقروض".
تأتي الغارات الإسرائيلية على فروع "القرض الحسن" في سياق تصاعد التوترات الإقليمية، ويُرجح أن تؤدي إلى المزيد من التأزيم في العلاقات بين إسرائيل وحزب الله، وكذلك إلى تداعيات داخلية في لبنان. ومن الواضح أن المؤسسة تمثل نقطة حيوية في الصراع المالي والسياسي الدائر في المنطقة، ما يجعلها هدفاً متكرراً للهجمات والتدقيق الدولي.
وتمثل "مؤسسة القرض الحسن" واحدة من أكثر الكيانات المالية المثيرة للجدل في لبنان، حيث تلعب دوراً مهماً في تمويل أنشطة حزب الله، وتواجه ضغوطاً دولية متزايدة بسبب اتهامات تتعلق بتمويل الإرهاب وغسيل الأموال.