نفذت إسرائيل هجوماً جوياً، مساء السبت، استهدف مستودعاً للحرس الثوري الإيراني في محيط مطار تدمر العسكري، في إطار تحضيراتها للرد على هجوم صاروخي واسع النطاق من إيران، أطلق فيه حوالي 200 صاروخ باليستي باتجاه مواقع إسرائيلية، وذلك عقب اغتيال قادة من حزب الله وإسماعيل هنية.
ونقل تلفزيون سوريا عن مصادر خاصة تأكيدها أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن تدمير نظام رادار وإنذار مبكر إيراني من طراز Bashir، والذي كان قد نُقل مؤخراً من مدينة البوكمال إلى البادية السورية في حزيران. يُعد هذا الرادار جزءاً من منظومة الدفاع الجوي الإيرانية وله قدرات على كشف مختلف الأهداف الجوية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، ويغطي نطاقاً يبلغ 300 كيلومتر بزاوية 360 درجة.
وبحسب موقع “Army Recognition” المتخصص في القدرات العسكرية، فإن رادار Bashir قادر على تحديد موقع الهدف والارتفاع والمسافة، ويعمل بتكامل مع أنظمة الدفاع الجوي مثل “باور 373”. وتم نشر هذا النظام في عدة مواقع بدمشق لتعزيز الدفاع الجوي الإيراني، إلا أن تدمير هذا الرادار يُعد خطوة كبيرة في خلق ثغرة في المنظومة الدفاعية الإيرانية، ما يمكّن الطيران الإسرائيلي من شن المزيد من الهجمات داخل سوريا وإيران دون مواجهة مقاومة كبيرة.
الهجوم جاء تمهيداً لرد إسرائيل على القصف الإيراني الأخير، الذي نُفذ رداً على اغتيال شخصيات بارزة في طهران. واستهدفت إسرائيل كذلك رادارات أخرى تابعة لإيران في مناطق مختلفة من سوريا، منها دمشق والسويداء والمنطقتين الوسطى والساحلية، مما زاد من تفوقها الجوي.
في إطار هذه العمليات المتصاعدة، قصفت إسرائيل مساء الأحد مواقع إضافية للحرس الثوري الإيراني وميليشياته في المنطقة الوسطى السورية، بما في ذلك مستودعات أسلحة قرب بلدة الشتاي بريف حمص وموقع دفاع جوي قرب مدينة سلمية في ريف حماة الشرقي. وأكدت وزارة الدفاع السورية أن الهجوم تسبب في خسائر مادية، دون تقديم تفاصيل إضافية عن المواقع المستهدفة.