نشرت صحيفة فايننشال تايمز تقريرًا تناول بالتفصيل دور تدخل حزب الله في سوريا وكيف مكن ذلك الاستخبارات الإسرائيلية من اختراق التنظيم وجمع معلومات حيوية عنه. وأشار التقرير إلى أن مشاركة حزب الله في الصراع السوري أضعفت هيكليته الداخلية، مما سمح لإسرائيل بتطوير تقنيات لتحديد مواقع قادته، بما في ذلك زعيمه حسن نصر الله.
وأوضح التقرير أن إسرائيل قد استفادت من تلك التغيرات لتنفيذ سلسلة من العمليات الاستخباراتية ضد حزب الله في السنوات الأخيرة.
محاولات اغتيال نصر الله:
في حرب 2006، حاولت إسرائيل اغتيال حسن نصر الله ثلاث مرات لكنها فشلت. إلا أنه في الآونة الأخيرة، تمكنت من تتبعه إلى مخبأ عميق في جنوبي بيروت وأسقطت ما يصل إلى 80 قنبلة لضمان قتله. ورغم هذه المحاولات المتكررة، لا يزال الحزب يحتفظ بقدراته الصاروخية.
تحول جذري في الاستخبارات الإسرائيلية:
بعد الفشل الإسرائيلي في تحقيق ضربة قاضية ضد حزب الله في حرب 2006، أعادت إسرائيل توجيه جهودها الاستخباراتية نحو الحزب. واستندت في ذلك إلى كمية هائلة من البيانات وتحليل الخوارزميات. وأصبحت الاستخبارات الإسرائيلية تعتبر حزب الله “جيشًا إرهابيًا” أكثر من مجرد جماعة مسلحة، مما دفعها لدراسة الحزب بشكل شامل، بما في ذلك طموحاته السياسية وعلاقته بالحرس الثوري الإيراني.
ضعف حزب الله بسبب الحرب السورية:
أدى تدخل حزب الله في سوريا لدعم نظام الأسد إلى إضعاف آليات الضبط الداخلي فيه، ما جعله عرضة للاختراق من قبل الجواسيس الإسرائيليين. وأصبحت سوريا مصدرًا غنيًا بالمعلومات للجواسيس الإسرائيليين، بما في ذلك البيانات المتعلقة بمقاتلي حزب الله الذين قتلوا في الحرب، وجنازاتهم التي حضرها أحيانًا كبار القادة.
قدرات استخباراتية متطورة:
استطاعت إسرائيل تطوير قدرات استخباراتية متقدمة، باستخدام الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة وتقنيات القرصنة الإلكترونية. وتعمل وحدة الاستخبارات الإسرائيلية 8200 ومديرية الاستخبارات العسكرية “أمان” على مراقبة أنشطة حزب الله وتحليل البيانات المتعلقة بأفراد الحزب، ما مكّن إسرائيل من تنفيذ عمليات استهداف دقيقة ضد قادة التنظيم.
التحديات المستمرة:
رغم النجاحات الإسرائيلية الأخيرة في ضرب حزب الله، إلا أن التنظيم لم يُقضَ عليه بالكامل ولا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا على إسرائيل.