حسن نصر الله: الزعيم الشيعي الذي بنى حزب الله قوة إقليمية... تعرف إليه

السوري اليوم
الجمعة, 27 سبتمبر - 2024
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله
الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله

الظهور والبناء السياسي والعسكري لحزب الله

حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، يعد من أبرز الشخصيات المؤثرة في الشرق الأوسط. تمكن على مدار أكثر من ثلاثة عقود من تحويل حزب الله من مجموعة مقاومة محلية إلى قوة سياسية وعسكرية إقليمية ذات تأثير واسع، ليس فقط في لبنان بل في المنطقة العربية بأكملها. بدأ نصر الله حياته كقائد لحزب الله في عام 1992 بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في هجوم إسرائيلي، ومنذ ذلك الحين تركزت سياساته على تعزيز قوة الحزب على مختلف الأصعدة.

تحول حزب الله إلى قوة إقليمية

في فترة قيادته، بنى نصر الله حزب الله ليصبح لاعباً رئيسياً في الصراعات الإقليمية. لعب الحزب دوراً أساسياً في دعم النظام السوري خلال الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011، وساهم مقاتلوه في الحفاظ على نظام الرئيس بشار الأسد من السقوط أمام المعارضة المسلحة. إضافة إلى ذلك، قدم حزب الله دعماً تدريبياً وعسكرياً لحركات أخرى في المنطقة، مثل حماس في فلسطين والميليشيات الشيعية في العراق واليمن، ما عزز نفوذ نصر الله خارج حدود لبنان.

نصر الله والسياسة الداخلية اللبنانية

داخلياً، نجح نصر الله في ترسيخ حزب الله كقوة سياسية في لبنان، حيث يمتلك الحزب نواباً في البرلمان ويمارس نفوذاً واسعاً في الحكومة. كما يلعب الحزب دوراً كبيراً في تقديم الخدمات الاجتماعية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس، بتمويل من إيران والمغتربين اللبنانيين، وهو ما زاد من شعبيته بين الفئات الشيعية والمحرومة في لبنان.

الأمن الشخصي الصارم بعد حرب 2006

منذ حرب 2006 مع إسرائيل، والتي بدأت بعد أسر حزب الله لجنديين إسرائيليين، قلل نصر الله من ظهوره العلني بشكل ملحوظ. تلك الحرب، التي استمرت 34 يوماً، انتهت بإعلان كلا الطرفين النصر، وأظهرت قدرة حزب الله على الصمود في مواجهة الجيش الإسرائيلي. بعد الحرب، أصبح نصر الله هدفاً رئيسياً للمخابرات الإسرائيلية، مما دفعه إلى اتخاذ إجراءات أمنية صارمة لتجنب الاغتيال. وتتمثل هذه الإجراءات في عدم ظهوره العلني إلا نادراً، وتجنب وسائل الاتصال الحديثة مثل الهاتف والإنترنت، مما يعزز غموضه ويزيد من هيبته.

الخطابة والرؤية الأيديولوجية

يشتهر نصر الله بقدراته الخطابية المميزة، إذ يُلقي خطبه بلغة عربية فصحى قوية، موجهة إلى العالم العربي والإسلامي. في خطبه، يركز نصر الله على قضية فلسطين ويعتبر تحرير القدس واجباً دينياً وقومياً، مؤكداً أن إسرائيل كيان غير شرعي ويجب زواله. كما يدعو نصر الله اليهود إلى العودة إلى بلدانهم الأصلية، ويؤكد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية واحدة يعيش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود في إطار المساواة.

النشأة والتأثير الإيراني

ولد نصر الله في بيروت عام 1960، ونشأ في حي فقير مختلط يضم المسيحيين الأرمن والدروز والفلسطينيين والشيعة. تأثر بالثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979 واعتبرها نموذجاً لإنهاء ما وصفه بالتمييز ضد الشيعة في العالم الإسلامي. في عام 1989، درس لفترة قصيرة في الحوزة العلمية بمدينة قم الإيرانية، حيث تعمق في الفقه الشيعي وتوطدت علاقته بالقيادة الإيرانية، التي أصبحت لاحقاً الداعم الأكبر لحزب الله على الصعيدين المالي والعسكري.

حياة نصر الله الشخصية والتأثير الاجتماعي

يُعرف نصر الله في الأوساط الشيعية باسم “أبو هادي”، نسبة إلى ابنه الأكبر هادي الذي استشهد في اشتباك مع القوات الإسرائيلية في عام 1997. يُعتقد أن نصر الله يعيش حياة متواضعة بعيدة عن الأضواء، ولا يتواصل اجتماعياً إلا في نطاق محدود داخل الدوائر الحاكمة لحزب الله. بالرغم من غيابه العلني، فإن نصر الله يتمتع بنفوذ واسع داخل لبنان وخارجه، وقد تحول إلى رمز للمقاومة الشيعية في المنطقة.

مستقبل حزب الله وتأثير نصر الله الإقليمي

مع استمرار التوترات في المنطقة، خاصة بعد اندلاع الحرب في غزة وتبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، يظل مستقبل حزب الله ونصر الله موضوعاً رئيسياً في الأوساط السياسية والعسكرية. ورغم أن الحزب لم يستخدم بعد كل إمكانياته العسكرية ضد إسرائيل، فإن الوضع الأمني والاقتصادي الصعب في لبنان يجعل العديد من اللبنانيين غير راغبين في خوض حرب جديدة.