أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل “إقامة الدولة الفلسطينية”، في تصريح يعكس تشديد موقف السعودية بشأن القضية الفلسطينية ويعزز الآمال في إعادة تشكيل الخريطة الدبلوماسية للشرق الأوسط.
وخلال كلمة له أمام مجلس استشاري رفيع المستوى، أكد الأمير محمد أن السعودية ستستمر في جهودها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على أن “المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”. وأضاف: “نشكر الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية ونحث الدول الأخرى على اتخاذ خطوات مماثلة”.
لطالما كانت السعودية، مثل العديد من الدول العربية الأخرى، ترفض الاعتراف بإسرائيل دون إنشاء دولة للفلسطينيين. لكن بعد عام 2020، حينما أقامت أربع دول عربية علاقات رسمية مع إسرائيل في اتفاقيات برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أصبح الأمير محمد بن سلمان أول زعيم سعودي يتحدث علانية عن إمكانية قيام المملكة بذلك.
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات السعودية الإسرائيلية تحولات، خاصة بعد الحرب الأخيرة في غزة. فقد أدان الأمير محمد “جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني” مجدداً، مشيراً إلى أن المملكة تدعو إلى إيجاد “مسار لا رجعة فيه” نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
تسعى السعودية للحصول على ضمانات أمنية، بما في ذلك اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة ومساعدات في برنامج نووي مدني كجزء من أي اتفاق محتمل مع إسرائيل. وقد أبدى الوزير الأمريكي أنتوني بلينكن أمله في إتمام صفقة تطبيع قبل نهاية ولاية الرئيس بايدن، مشيراً إلى أن فرصة ذلك قائمة إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
من جهة أخرى، رحب مسؤولون فلسطينيون بموقف ولي العهد، مؤكدين أن ذلك يعكس دعم السعودية الثابت للقضية الفلسطينية. وقد قال محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، إن هذا التأكيد يمثل حجر الزاوية في موقف العالم العربي والإسلامي تجاه فلسطين.