أفاد ممثلو الادعاء في فرنسا، يوم الاثنين، بأن بافيل دوروف، رجل الأعمال الذي يدير تطبيق تيليغرام للمراسلة، قد تم اعتقاله في مطار لو بورجيه بالقرب من باريس، بعد وصوله على متن طائرة خاصة قادمة من أذربيجان.
وأكدت المدعية العامة في باريس، لور بيكو، أن الاعتقال يأتي ضمن تحقيق فتح في الثامن من يوليو الماضي، يشمل مجموعة من التهم المحتملة مثل التواطؤ في توزيع صور إباحية للأطفال، وبيع المخدرات، وغسيل الأموال، ورفض التعاون مع سلطات إنفاذ القانون. لم يتم توجيه اتهام رسمي بعد، ويظل دوروف قيد الاحتجاز، والذي يمكن تمديده حتى يوم الأربعاء، وفقًا للمدعين العامين.
قالت السيدة بيكو إن التحقيق يجريه متخصصون في الجرائم الإلكترونية ومكافحة الاحتيال، مضيفة: “في إطار هذا الإطار الإجرائي، استجوب المحققون بافيل دوروف”. ولم يتضح ما إذا كانت التهم المذكورة ستوجه إلى دوروف.
يُعالج القضاة الفرنسيون القضايا الجنائية المعقدة من خلال تحقيقات موسعة، ويمكنهم إسقاط التهم لاحقًا إذا لم تكن الأدلة كافية للمضي قدمًا في المحاكمة. وقد تستغرق هذه القضايا سنوات للوصول إلى قرار نهائي.
أثار اعتقال دوروف جدلاً حول حرية التعبير على الإنترنت. وفي رد فعل على الانتقادات، رفض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتهامات أنصار تيليغرام بأن الاعتقال كان نتيجة للرقابة الحكومية. وقال ماكرون في بيان نشر على موقع X: “تم اعتقال رئيس تيليغرام كجزء من تحقيق قضائي مستمر، وليس قرارًا سياسيًا بأي حال من الأحوال”. وأضاف: “فرنسا ملتزمة بشدة بحرية التعبير والتواصل والابتكار”.
تطبيق تيليغرام، الذي يضم أكثر من 900 مليون مستخدم، اشتهر بحرية التعبير والرقابة الخفيفة، مما يجعله ملاذًا للمحتوى الضار إلى جانب كونه منصة للتواصل. وقد زادت الضغوط على شركات التكنولوجيا لمعالجة مشاكل التضليل والتطرف عبر الإنترنت وسلامة الأطفال.
من المحتمل أن يؤدي اعتقال دوروف إلى توتر العلاقات بين فرنسا وروسيا، خاصة بعد الدعم الفرنسي لأوكرانيا في الحرب ضد روسيا. السفارة الروسية في فرنسا طلبت توضيحًا حول الاعتقال وطلبت الوصول القنصلي إلى مؤسس تيليغرام.
غادر دوروف، الذي تقدر ثروته بأكثر من 9 مليارات دولار، روسيا في عام 2014 بعد فقدانه السيطرة على موقع “فكونتاكتي”. وقد أسس تيليغرام في العام التالي، ويقع مقر الشركة الآن في دبي، الإمارات العربية المتحدة. دوروف يحمل جنسية فرنسا والإمارات. في بيان على تيليغرام، أكدت الشركة أن “من السخيف أن نزعم أن منصة أو مالكها مسؤول عن إساءة استخدام تلك المنصة”، وأكدت أن دوروف “ليس لديه ما يخفيه”.