أفاد محللون عسكريون يوم الاثنين بأن القوات الروسية التي تدافع عن جيب من الأراضي محصور بين نهر والحدود مع أوكرانيا تواجه خطر الحصار بعد أن قصفت أوكرانيا الجسور التي تشكل الطرق الوحيدة للإمدادات أو الانسحاب.
وفي هجومها المضاد على روسيا، الذي استمر قرابة أسبوعين، اخترقت القوات الأوكرانية بسرعة دفاعات الحدود الروسية، وانتشرت على الطرق السريعة واستولت على المدن والقرى، متوغلة في عمق الأراضي الروسية.
وقد استهدف قصف الجسور الأراضي الواقعة بين نهر سيم والحدود، وهي منطقة داخل روسيا تسيطر عليها أوكرانيا بالفعل، مع احتمال إيقاع القوات الروسية المتمركزة هناك في الفخ. وتضررت أو دُمرت جميع الجسور الثلاثة التي تمتد عبر هذا الامتداد من النهر.
ونشر الفريق أول ميكولا أوليششوك، قائد القوات الجوية الأوكرانية، مقطع فيديو على تيليجرام يظهر تدمير الجسر، وقال فيه: “ناقص جسر واحد آخر!”
يشكل التطويق المحتمل للقوات الروسية في المنطقة تحدياً إضافياً للجيش الروسي، الذي فوجئ بالتوغل المفاجئ الذي شنته أوكرانيا عبر الحدود في السادس من آب، مما أضاف شعوراً جديداً بالتفاؤل في صفوف القوات الأوكرانية.
على الرغم من تقدم القوات الأوكرانية، يقول المحللون والمسؤولون الغربيون إنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كانت أوكرانيا ستحقق نجاحاً استراتيجياً.
في خطابه مساء الأحد، أشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن أحد أهداف التوغل هو تشكيل “منطقة عازلة” داخل روسيا على طول الحدود، دون تحديد تفاصيل.
في المعارك الدائرة على سهول روسيا وأوكرانيا، كانت محاولة تطويق القوات محوراً أساسياً في جيشي البلدين. يُعرف هذا التكتيك في اللغة العسكرية الروسية باسم “الغلايات”، ويشكل نتيجة يخشاها الجنود كثيراً.
ولم يتضح بعد عدد الجنود الروس المتواجدين في المنطقة الواقعة بين نهر سيم والحدود مع أوكرانيا. ومن المرجح أن تكون بلدة غلوشكوفو، التي بلغ عدد سكانها نحو خمسة آلاف نسمة قبل التوغل، الهدف التالي بعد السيطرة الأوكرانية على بلدة سودزا الروسية الأسبوع الماضي.
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي الروسية صوراً لأحد الجسور المتبقية، حيث ظهر ثقب في سطحه بعد الاستهداف الأخير. وأشار مسؤولون روس إلى أن القوات الروسية بنت جسوراً عائمة لتوفير الوصول.
وقال ميكولا بييليسكوف، محلل عسكري أوكراني، إن القوات الروسية قد تضطر إلى الانسحاب من المنطقة إذا كانت معرضة لخطر قطع الإمدادات عنها. وأضاف: “الضربات على الجسور تعقد مهمة العدو في الحفاظ على قواته جنوب نهر سيم، أو حتى تمنعه تماماً”.
إذا تقدمت القوات الأوكرانية إلى ضفة النهر، فإنها ستكتسب ميزة وضع حاجز طبيعي أمام أي هجوم روسي مضاد.
أفاد المعلقون العسكريون بأن أوكرانيا تسعى إلى استخدام الأنهار كحماية من الهجمات المضادة، وقد أظهرت الاستراتيجية الأوكرانية نجاحاً حتى الآن في تغطية الهجوم بالنهرين، سيم وبساي.
وتوغلت القوات الأوكرانية في عمق الأراضي الروسية، لكنها واجهت مقاومة شديدة. ومع استمرار القتال، يظل الهدف النهائي للحملة العسكرية الأوكرانية غير واضح، رغم أن السيطرة على تقاطعات السكك الحديدية الرئيسية قد يكون أحد الأهداف المحتملة.