أعلن البيت الأبيض يوم الخميس عن صفقة تبادل سجناء واسعة النطاق شملت سبع دول، وأسفرت عن إطلاق سراح مراسل صحيفة وول ستريت جورنال إيفان جيرشكوفيتش، بالإضافة إلى أمريكيين آخرين كانا محتجزين في روسيا، والعديد من الشخصيات المعارضة الروسية المسجونة. تعتبر هذه الصفقة الأوسع من نوعها بين روسيا والغرب منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث تم إطلاق سراح 24 سجيناً من دول مختلفة.
تفاصيل الصفقة وتبادل السجناء
تم إطلاق سراح إيفان جيرشكوفيتش (32 عاماً)، الذي كان محتجزاً في روسيا منذ 16 شهراً، وألسو كورماشيفا (47 عاماً)، وهي محررة روسية أمريكية في إذاعة أوروبا الحرة/راديو ليبرتي، بالإضافة إلى بول ويلان (54 عاماً)، وهو جندي سابق في مشاة البحرية الأمريكية. كما أفرجت روسيا عن 16 شخصاً من بينهم معارضون بارزون مثل إيليا ياشين، وفلاديمير كارا مورزا، وأوليج أورلوف.
في المقابل، أفرج الغرب عن ثمانية سجناء، من بينهم مواطنون ألمان مثل ريكو كريجر، المحكوم عليه بالإعدام في بيلاروسيا بتهمة “الإرهاب”، وعدة جواسيس روس متهمين كانوا محتجزين في سلوفينيا والنرويج وبولندا.
ردود الفعل الدولية
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي أن السجناء الأمريكيين الثلاثة في طريقهم إلى ديارهم، مشيراً إلى انتهاء “محنتهم الوحشية”. وعبرت العائلات عن فرحتها بعودة أحبائهم، مشيدة بالجهود الدبلوماسية التي بذلت لتحقيق هذه الصفقة.
من ناحية أخرى، يعد هذا الاتفاق انتصاراً دبلوماسياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يسلط الضوء على التزامه بإعادة العملاء الروس المحتجزين في الخارج. لكن الاتفاق قد يحمل أيضاً مخاطر داخلية له، بإطلاق سراح شخصيات معارضة قد تنشط المعارضة الروسية المنفية.
الخلفية والتداعيات
الصفقة تأتي في سياق توترات متزايدة بين روسيا والغرب بسبب العدوان الروسي على أوكرانيا. وتعكس الصفقة أيضاً تعقيد العلاقات بين موسكو وواشنطن، خاصة بعد صفقة مماثلة تمت في عام 2022، عندما أفرجت الولايات المتحدة عن تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت مقابل نجمة كرة السلة بريتني جرينر.
بالنسبة للكثيرين، يمثل إطلاق سراح المعارضين الروس خطوة كبيرة، حيث أنه من النادر أن تتخلى موسكو عن مثل هذه الشخصيات البارزة. ومن المتوقع أن تثير هذه الصفقة ردود فعل متباينة داخل روسيا وخارجها، خاصة بين أولئك الذين يرون أنها قد تشجع الكرملين على المزيد من عمليات الاعتقال ضد المعارضين والأجانب.