اندلعت اشتباكات عنيفة في بلدة ساوثبورت الساحلية بشمال غرب إنكلترا في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، مما أدى إلى إصابة العشرات من أفراد الشرطة. جاء ذلك عقب حادث طعن مروع وقع يوم الاثنين، حيث قُتلت ثلاث فتيات صغيرات في هجوم استهدف حفلاً راقصاً، وأصيب ثمانية أطفال آخرين بجروح خطيرة، بالإضافة إلى شخصين بالغين حاولا حماية الأطفال.
تفاصيل الحادث والاشتباكات
بحسب مصادر محلية لوكالة رويترز، أضرم المحتجون النيران في سيارات الشرطة ورشقوا الحجارة على عناصر الأمن والسيارات المتوقفة بالقرب من مسجد في البلدة. جاء هذا التصعيد في أعقاب انتشار شائعات غير موثوقة على وسائل التواصل الاجتماعي تزعم أن المشتبه به وراء الهجوم هو مسلم مهاجر، رغم تأكيدات الشرطة بأن المشتبه به، الذي يبلغ من العمر 17 عاماً، وُلد في بريطانيا وأن الحادث لا صلة له بالإرهاب.
ورغم نفي الشرطة للشائعات، لم يمنع ذلك المتظاهرين من استهداف مسجد المدينة والاشتباك مع قوات الأمن. يُعتقد أن هؤلاء المحتجين على صلة برابطة الدفاع الإنكليزية، وهي جماعة يمينية متطرفة مناهضة للإسلام.
الإصابات والاستجابة الأمنية
أعلنت خدمة الإسعاف في شمال غرب إنكلترا أن 39 شرطياً تلقوا العلاج جراء الإصابات التي لحقت بهم خلال الاشتباكات، وتم نقل 27 منهم إلى المستشفى. وأفادت الشرطة أن ثمانية من الضباط تعرضوا لإصابات خطيرة، بما في ذلك كسور، فيما أصيبت ثلاثة كلاب بوليسية أيضاً بجروح.
تأتي هذه الأحداث في وقت تعيش فيه بريطانيا توترات متزايدة بسبب تزايد الهجمات العنصرية وخطاب الكراهية، مما يثير مخاوف حول تصاعد العنف في المجتمعات المحلية. يعمل المحققون على تحديد دوافع الهجوم واستجماع الأدلة لتقديم الجناة إلى العدالة، بينما تواصل الشرطة عملياتها للسيطرة على الوضع وتهدئة الأوضاع في المنطقة.