وقّع مثقفون وأكاديميون من العالم، معظمهم يهود، عريضة مفتوحة تحمل تعريفا جديدا لمصطلح "اللاسامية"، ويشددون على الفارق بينها وبين مناهضة إسرائيل والصهيونية بخلاف تعريفها من قبل "التحالف الدولي لإحياء ذكرى المحرقة الصادر قبل خمس سنوات." الموقعون اليهود على العريضة قالوا إنهم يشاركون في إصدار هذا الإعلان مع باحثين دوليين في مجالات شتى منها دراسات اليهودية والمحرقة والصراع الإسرائيلي الفلسطيني وعلم الاجتماع والقضاء، موضحين أن هذا التصريح يأتي على خلفية عدة مواثيق دولية صدرت منذ 1948 تخص حقوق الإنسان ومعاداة العنصرية بكل أشكالها، مشددين على أن اللاسامية لها مميزات خاصة، لكن لا يمكن الفصل بين النضال ضدها وبين النضال الشامل ضد كافة أشكال التمييز العنصري والعرقي والثقافي والديني والجندري.
المساواة في الحقوق للجميع
"اعلان القدس" أعطى أمثلة على تصورات وأفعال مناهضة لإسرائيل ولا تعتبر لا سامية حتى لو تمت معارضتها منها تأييد مطالب الفلسطينيين بالعدل وحقوق الإنسان وتحقيق كامل حقوقهم السياسية، الوطنية والمدنية كما جاء في القانون الدولي. كذلك يخرج “تصريح القدس” من تعريف اللاسامية توجيه النقد للصهيونية أو مناهضتها بوصفها شكلا وطنيا أو مناصرة تشكيلة من الأنظمة الدستورية لليهود والفلسطينيين بين البحر والنهر. ويؤكد أن دعم المساواة الكاملة في الحقوق بين كل سكان البلاد من البحر للنهر ضمن دولة واحدة ثنائية القومية أو دولة ديمقراطية أو فدرالية أو دولتين هو ليس لاسامية. كما ينزع هذا التصريح صفة اللاسامية عن كل نقد مؤسس على أدلة ضد إسرائيل كدولة أو ضد مؤسساتها: سياساتها وأفعالها في الداخل والخارج كسلوكها في الضفة وغزة أو دورها الإقليمي والعالمي. ويتابع "ليس لا ساميا أن تشير لتمييز عنصري منهجي. كما هو الحال في مناطق أخرى في العالم فإن مقارنة إسرائيل بحالات تاريخية أخرى منها الاستعمار الاستيطاني أو أبرتهايد فإنها ليست لاسامية حتى وإن كانت محط خلاف". كما يرى "اعلان القدس" أن عمليات سحب الاستثمارات وفرض المقاطعة وعقوبات على الدول أو على إسرائيل بوصفها احتجاجا سياسيا غير عنيف ليسا من أشكال اللاسامية.