أمريكا لن تشارك في أي عمل إنتقامي إسرائيلي ضد إيران

الأحد, 14 أبريل - 2024
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو
الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو


قال مسؤولون إن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن الولايات المتحدة لن تشارك في أي هجوم مضاد على إيران إذا قررت إسرائيل الرد على هجوم كبير تعرضت له ليل السبت بطائرات مسيرة وصواريخ.
ويؤجج احتمال اندلاع حرب مفتوحة بين الخصمين اللدودين تنجر إليها الولايات المتحدة التوتر في الشرق الأوسط، مما دفع قوى عالمية ودولا عربية إلى الدعوة لضبط النفس في سبيل تجنب مزيد من التصعيد.
وقال جون كيربي، كبير المتحدثين باسم البيت الأبيض للأمن القومي، لبرنامج (هذا الأسبوع) على شبكة إيه.بي.سي يوم الأحد، إن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة إسرائيل في الدفاع عن نفسها، لكنها لا تريد الحرب.
وأفادت وسائل إعلام رسمية أردنية بأن العاهل الأردني الملك عبد الله قال لبايدن في اتصال هاتفي يوم الأحد إن أي تصعيد إضافي من جانب إسرائيل من شأنه أن يوسع الصراع في المنطقة.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن حكومة الحرب الإسرائيلية برئاسة نتنياهو والمؤلفة من خمسة أعضاء أقرت الرد في اجتماع يوم الأحد، على الرغم من انقسامها بشأن توقيت أي رد من هذا القبيل ونطاقه.
وشنت إيران الهجوم ردا على ضربة جوية يشتبه بأنها إسرائيلية على قنصليتها في سوريا في الأول من أبريل نيسان أدت إلى مقتل قادة كبار في الحرس الثوري وجاءت بعد أشهر من المواجهات بين إسرائيل وحلفاء إيران في المنطقة بسبب الحرب في غزة.
ومع ذلك، فإن الهجوم بأكثر من 300 صاروخ وطائرة مسيرة، جرى إطلاق معظمها من داخل إيران، لم يسبب سوى أضرار طفيفة في إسرائيل نظرا لأن أغلبها أُسقط بمساعدة حلفاء من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا والأردن.
وأصاب الهجوم قاعدة جوية في جنوب إسرائيل، لكنها استمرت في العمل كالمعتاد، وأصيبت طفلة (سبعة أعوام) بإصابات خطيرة جراء شظايا. ولم ترد تقارير أخرى عن أضرار جسيمة.
وأشار وزيران إسرائيليان كبيران يوم الأحد إلى أن الرد الإسرائيلي ليس وشيكا وإلى أن إسرائيل لن تتحرك بمفردها.
وقال الوزير المنتمي لتيار الوسط بيني جانتس قبل اجتماع مجلس وزراء الحرب في إسرائيل “سنشكل تحالفا إقليميا وسنجعل إيران تدفع الثمن بالطريقة والتوقيت المناسبين لنا”.
وقال وزير الدفاع يوآف جالانت أيضا إن لدى إسرائيل فرصة لتشكيل تحالف استراتيجي ضد “هذا التهديد الخطير من قبل إيران والذي يهدد بتزويد هذه الصواريخ بمتفجرات نووية، وهو ما قد يشكل تهديدا خطيرا للغاية”. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
وجانتس وجالانت عضوان في حكومة الحرب الإسرائيلية ويتمتعان بسلطات اتخاذ القرار.
وفي غضون ذلك، أبقت إسرائيل على حالة التأهب القصوى مع توقع استمرار إجراءات الطوارئ حتى وقت متأخر من يوم الاثنين بما في ذلك إغلاق المدارس وفرض قيود على التجمعات الكبيرة.
وقال الأميرال دانيال هاجاري في بيان بثه التلفزيون “وافقنا خلال الساعات القليلة الماضية على خطط تشغيلية لكل من التحرك الهجومي والدفاعي”.
وتبلغ تكلفة اعتراض الطائرات المسيرة والصواريخ نحو 4.5 مليار شيقل (1.2 مليار دولار)، وفق القناة 13 الإخبارية الإسرائيلية التي قالت إن الولايات المتحدة مولت جانبا من هذه التكلفة.
وفي طهران، حذر رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري عبر التلفزيون الرسمي من أن “ردنا سيكون أكبر بكثير من العمل العسكري الليلة الماضية إذا ردت إسرائيل على إيران”، مضيفا أن طهران حذرت واشنطن من أن أي دعم للرد الإسرائيلي سيؤدي إلى استهداف قواعد أمريكية.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن بلاده أبلغت الولايات المتحدة بأن هجومها على إسرائيل سيكون “محدودا” بغرض الدفاع عن النفس، مضيفا أن إيران أخطرت الدول المجاورة لها في المنطقة أيضا بضرباتها قبل 72 ساعة.
وقال مصدر دبلوماسي تركي إن إيران أبلغت تركيا مسبقا بما سيحدث.
وقالت إيران إن الهجوم كان يهدف إلى المعاقبة على “الجرائم الإسرائيلية” لكنها الآن “تعتبر الأمر قد انتهى”.
وحثت روسيا والصين وفرنسا وألمانيا وتركيا وكذلك دول عربية منها مصر وقطر والإمارات على ضبط النفس. ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم الأحد عند الساعة الرابعة مساء (2000 بتوقيت جرينتش).
وندد زعماء مجموعة السبع بالهجوم الإيراني على إسرائيل وقالوا إنهم سيعملون على محاولة منع “تصعيد إقليمي لا يمكن السيطرة عليه” في الشرق الأوسط.