اعتداءات وتهديدات للسوريين في لبنان..واقع صعب ومصير مجهول

فريق التحرير - السوري اليوم
الجمعة, 12 أبريل - 2024
اليسوريين في لبنان
اليسوريين في لبنان

تزداد المضايقات والتهديدات للسوريين في لبنان بعد مقتل باسكال سليمان المسؤول في حزب القوات اللبناني لتنتشر فيديوهات عبر وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر تعرض سوريين على الطرقات للضرب وتكسير سيارات تحمل لوحات سوريا، من مجموعات الشبان، في ردِّ فعلٍ على مقتل المسؤول القواتي الأحد حيث جرى تداول فيديو جديد خلال الساعات الماضية يُظهر شاباً على دراجة نارية مع آخرين ينادي عبر مكبر للصوت بضرورة مغادرة جميع السوريين الساكنين في منطقة برج حمود (جبل لبنان) أو العاملين في المحلات التجارية بالمنطقة قبل يوم الجمعة، قائلاً: لقد أعذر من أنذر .

وتصدّرت هذه الأزمة المشهد العام منذ الكشف تباعاً عن خيوط الجريمة وتورّط عصابة لسرقة السيارات معظم أفرادها من السوريين بحسب الرواية الرسمية.

ودعا وزير الداخلية بسام المولوي عقب اجتماع مجلس الأمن المركزي إلى "فرض مزيد من القيود والتقييد على اللاجئين السوريين"، مشدداً على أن الوجود السوري "يجب أن يكون محدوداً".

وحول الأحداث الجارية في لبنان أكدت مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها "تبلغت عن عدة هجماتٍ على أفراد سوريين والتعرّض لهم في الشوارع، لافتة إلى أنها تتابع أوضاع اللاجئين بحسب حالاتهم الفردية، التي أبلغوا عنها جرّاء تعرضهم للعنف أو للإساءة".

وكررت الدعوة التي أطلقتها الحكومة والسلطات اللبنانية "للحفاظ على الهدوء وضبط النفس".

وقالت: "نحن نتفهم الحزن العميق والغضب الذي يعيشه الكثيرون خلال هذا الوقت المأساوي. ومن المهم الحدّ من اللجوء إلى مثل هذه الهجمات وبدلاً من ذلك السماح بمواصلة التحقيقات (مقتل المسؤول القواتي) وبالتوصّل إلى المزيد من المعلومات".

وأوضح جورج كريكوريان، عضو بلدية برج حمود التي شهدت دعوات في الشارع من قبل البعض لرحيل السوريين "أن لا سلطة قانوية لدى البلدية لترحيل أي لاجئ ضمن نطاقها الجغرافي، لكنه أشار إلى أن البلدية تتّخذ إجراءات ضمن سياق صلاحياتها بعد إبلاغ الجهات المعنية والقوى الأمنية".

لافتا في تصريحات لوسائل إعلام دولية إلى أن البلدية طلبت من جميع أصحاب العقارات ضمن نطاق برج حمّود التأكد من أوراق أي لاجئ سوري إذا كانت شرعية أو لا قبل السماح له بمزاولة عمله أو توقيع عقد إيجار وتسجيله لدى البلدية".

وقال" نحن كبلدية لم نتلقَ أي تعليمات من الجهات المعنية حول إجراءات جديدة ستطال الوجود السوري في منطقتنا، ولا زلنا نعمل وفق التعاميم السابقة لجهة التدقيق بالأوراق الثبوتية لكل لاجئ والتأكد من سندات الإقامة، وفي حال التشكيك بأحد نُبلغ الأجهزة الأمنية للتصرّف".

أكد "ألا أرقام دقيقة ورسمية لأعداد اللاجئين السوريين ضمن نطاق برج حمود"، قائلا " في الفترة الأخيرة قمنا بحملات مداهمة بالتعاون مع الأجهزة الامنية لضبط الوجود السوري في منطقتنا".

ولفت مسؤولون لبنانيون إلى "أن عصابات سرقة السيارات مرتبطة بالحدود غير المضبوطة، ما يعني أنها عصابات مشتركة بين لبنانيين وسوريين ومنظّمة محمية سياسياً وأمنياً".

وخلال الأسابيع الأخيرة، ظهرت في شوارع لبنان حملة إعلانية دعمتها جهات إعلامية ومنظمات غير حكومية، تتضمن لوحات إعلانية تحمل شعارا بالعربية تحت عنوان "تراجعوا عن الضرر قبل فوات الأوان"، وتستهدف بالأساس اللاجئين السوريين، حيث تطالب اللبنانيين بالاتحاد والتحرك لمعالجة الأمر بعدما وصول عدد السوريين بالبلاد لنسبة تصل إلى 40 بالمئة وفق تقديرات غير رسمية.

كما أشار مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إلى أن لبنان يشهد تجدد مشاعر العداء تجاه اللاجئين السوريين، بلغت هذه المشاعر ذروتها بترحيل عدد من اللاجئين، في وقت لطالما كان السوريون في لبنان "كبش فداء في المنظومة الاجتماعية-الاقتصادية التي تعاني من اختلال وظيفي".