اعتقلت قبل الثورة وبعدها.. وغادرت عالمنا لاجئة ... رغدة حسن وداعا

السوري اليوم -متابعات
الأربعاء, 24 مارس - 2021
رغدة حسن
رغدة حسن

الكاتبة السورية رغدة حسن الثائرة التي غادرتنا مبكراً

ورحلت رغدة حسن عن عالمنا بعد حياة حافلة تضمنت احداثا جساما من اعتقال وهروب ولجوء، وصدر لها روايتان "نجمة الصبح" و"حيث لا دمشق هنا".

اعتقلت "حسن" في سوريا عام ٢٠٠٩ لكتابتها رواية تصف الأوضاع السياسية التي سادت في البلاد إبان تسعينيات القرن الماضي، وعند خروجها من السجن تزوجت وانجبت طفلين.

عرفت رغدة حسن وزوجها بسبب قيام الصحفي البريطاني. شون مكاليستر بانتاج فيلم وثائقي صور يومياتهما إبان اندلاع الثورة السورية.، وحينما اعتقل مكاليستر في سورية عام 2011 صادرت السلطات السورية أجهزته، التي احتوت تسجيلات للزوجين السوريين، وهما ينتقدان النظام وينظمان تظاهرات، لكن حينما سألته الشرطة عن مكانهما ضللها، لكي يكون أمام الزوجين وقت للهروب إلى لبنان. وحصل الفيلم على جائزة فيلم "قصة حب سورية" حياة زوجين من النشطاء السوريين، هما عامر داوود ورغدة حسن وأطفالهما، على مدار خمس سنوات.

داوود عضو بمنظمة التحرير الفلسطينية، وقضى ثلاث سنوات بالسجن، وهناك تعرف على امرأة سجينة بالزنزانة المجاورة له.

أما رغدة حسن، فتختلف قصتها عن داوود تماما، فهي تنتمي للطائفة العلوية، التي ينتمي إليها رئيس النظام السوري بشار الأسد، لكنها كانت معارضة ويسارية ثورية.

وصنع الاثنان ثقبا في الحائط الذي يفصل بين زنزانتيهما، وبعد أشهر من التواصل وقعا في الحب، وبعد أن أطلق سراحهما تزوجا وأنجبا طفلين.

وفاز فيلم المخرج البريطاني، شون ماكاليستر، بجائزة مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية، في حزيران (يونيو) 2015.

بعد حصولها على اللجوء في فرنسا عادت رغدة حسن الى تركيا تاركة زوجها وطفليها في فرنسا واكملت دورها في الثورة السورية.

 . ورغم ما عرف عن شجاعتها وصلابتها الا ان ضربات المرض كانت اقوى .. 


تراجعت مقاومتها  عند ازدياد وطاة المرض وخيبة الامل في المؤسسات التي انتجتها الثورة وكتبت فيما يشبه الوداع  على صفحتها في الفيسبوك منذ  ايام  وهي في المستشفى :

صباح الخير أيها المنفى .. 

صباح الخير للشعب المحاصر في دوائر الموت .. 

شاركت البارحة صورة لي في مدينة براغ ضمن فعاليات مهرجان حقوق الانسان العالمي 2016.. 

وكنت حاضرة باسمي واسم عائلتي فقط 

وتم تكريمي عن فيلم يوثق سيرة حياتي وعائلتي .. 

وهنا أريد أن أركز على ملاحظة هامة، بدأ تصوير هذا الفيلم في عام 2010 حيث كنت في المعتقل وكان نصيب عائلتي الضياع والملاحقة الأمنية، ولمن أرادوا الاصطياد كما جرت العادة .. "ولمن يتابع حركة التأريخ واليوميات سيدرك بأن عام 2010 جاء قبل عام2011  أي قبل بداية الثورة السورية " 

لفتني كم التعليقات على صورة البارحة التي حاولت أن تنال مني أو تسيء لي .. 

فيلم Syrian love story يوثق قصة سورية، التي هي سيرة جزء من حياتي، ولا يروج لأي اصطفاف سياسي، كما أنه لا يستغل الثورة والثوار ، ولم يركب على ظهر أحد، وكل جوائز التكريم التي حصدها كانت معنوية ولم يكن هناك أي جوائز مادية ومن يعملون في حقل الافلام الوثائقية يعرفون تماما ما أقول .. " وحتى لو كان فيه جوائز معينة لا احد يمتلك الحق بالسؤال أو الغمز .. " 

ما يؤلمني هذا الكم الهائل من الكراهية بين السوريين، كراهية تصل في بعض الاماكن حد الحقد والأذى 

كلما لمع نجم بيننا انهالت عليه الويلات من حملات تشويه وتشهير وأذى 

كلما وصل كاتب/ة بذل روحه لينجز كتاب فبركوا له قصة ليسقط، او استغلوا خطأ بسيط ليطيحوا به إلى أسفل السافلين .. 

كلما قال شاعر/ة صوت الحق .. انهالت عليه آلاف اللعنات 

وكلما حاول مبدع أن يتقدم خطوة .. قطعوا عليه الطريق حين فشلوا في قطع ساقيه

بينما مئات الجرائم والانتهاكات ترتكب يوميا بحق الشعب السوري من كل الاطراف ..

 ولم نسمع تلك الاصوات المتبجحة تندد بأي انتهاك !!!

لم ننجح في خلق مؤسسات تحتضن الحالة السورية .. 

 ( الثقافية - الابداعية - الاجتماعية ... ) 

لم ننجح في استقطاب أصدقاء وحلفاء لقضيتنا عبر 7 سنوات من الحرب 

لكننا نجحنا في زراعة الكراهية ونصب الأفخاخ وقتل روح المبادرة .. ونجحنا باستحقاق الفشل في أغلب تحركاتنا، لتكون الهزيمة حليفتنا أينما اتجهنا 

أغلبنا انكفأ لزاويته الخاصة يقتات الوحدة والانتظار ... انتظار اللاشيء 

ورغم حالة الانسحاب من اي ساحة .. هناك من يريد أن يثير الفتن والتشويه واشعال حرائق لا تنطفئ .. لنغرق أكثر في متاهة العجز 

" قد يكون هذا آخر ما أقوله هنا" 

أرجو لكم ثورات منتصرة في القادم من الأيام.