قال الجيش الأردني يوم الثلاثاء إنه قتل عدة مهربين خلال اشتباكات وقعت فجرا أسفرت عن مقتل أحد جنوده في أثناء عبور مجموعة كبيرة من تجار المخدرات الحدود قادمين من سوريا.
وقال الجيش إن المهربين، الذين تسللوا تحت غطاء الضباب الكثيف، فروا عائدين إلى سوريا. ويأتي الحادث بعد أسبوع واحد فقط من مقتل ثلاثة مهربين بالرصاص أثناء محاولتهم تهريب كميات كبيرة من حبوب الكبتاجون،.
وقال الجيش في بيان إن اشتباكا وقع مع عشرات المهربين الذين أطلقوا النار على قوات من حرس الحدود مستغلين حالة انعدام الرؤية وكثافة الضباب لعبور الحدود، مضيفا أن الاشتباك أسفر عن مقتل عدد منهم فيما اضطر الباقون إلى الفرار إلى داخل الأراضي السورية.
ولم يحدد الجيش المكان الذي تسرب منه المهربون على الحدود مع سوريا التي يبلغ طولها 370 كيلومترا لكن مصادر سورية قالت إن الحادث وقع في منطقة شمال شرقي مدينة المفرق بالأردن.
وتقول واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون ومسؤولون غربيون يعملون في مكافحة المخدرات إن سوريا أصبحت مكانا رئيسيا في المنطقة لتجارة المخدرات التي تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، كما بات الأردن طريق عبور رئيسيا لنقل الأمفيتامين السوري الصنع، المعروف باسم الكبتاجون، إلى دول الخليج.
وعلى غرار الدول الغربية، يتهم مسؤولون أردنيون جماعة حزب الله اللبنانية وفصائل مدعومة من إيران تسيطر على أجزاء كبيرة من جنوب سوريا بالوقوف وراء ارتفاع محاولات تهريب المخدرات ودعم عمليات المهربين. وتنفي جماعة حزب الله هذه الاتهامات.
ويقول خبراء في الأمم المتحدة وواشنطن إن تجارة المخدرات غير المشروعة تُستخدم في تمويل نشر الفصائل الموالية لإيران والقوات شبه العسكرية الموالية للحكومة السورية والتي ظهرت بسبب الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.
وحصل الأردن على وعود بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية الأمريكية لتعزيز الأمن على حدوده، وقدمت واشنطن منذ بدء الصراع السوري نحو مليار دولار لإنشاء نقاط حدودية، حسبما صرح مسؤولون أردنيون.
ويقول مسؤولون أردنيون كبار إنهم عبّروا عن مخاوفهم للسلطات السورية وروسيا، الحليف الرئيسي للرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت مصادر مخابراتية محلية وغربية إن الأردن، الذي نفد صبره إزاء ما يقول إنها وعود لم يتم الوفاء بها للحد من تجارة المخدرات، أخذ الأمور على عاتقه ونفذ عدة ضربات داخل الأراضي السورية هذا العام مستهدفا أماكن لتصنيع المخدرات مرتبطة بإيران.
ويتوقع المسؤولون ارتفاع محاولات التهريب، التي تستخدم أيضا طائرات مسيرة، خلال أشهر الشتاء المقبلة.