لليوم الثالث على التوالي، تتواصل الاشتباكات العنيفة بين فصائل الجيش الوطني السوري وقوات سوريا الديمقراطية، في محيط بلدة عين عيسى شمال الرقة، والتي تتخذها إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي عاصمة إدارية لها.
وشارك الطيران الحربي التركي في قصف مواقع قوات "قسد"، وهو الأمر الذي يحدث لأول مرة منذ العملية العسكرية التركية "نبع السلام" قبل ثمانية عشر شهراً، كما استهدفت طائرات مسيرة تركية مرتين على الأقل نقاط تمركز هذه القوات؛ في قريتي المعلك وصيدا شمال الرقة، في الوقت الذي لم يتوقف فيه القصف المدفعي المتبادل بين الجيش الوطني و"قسد".
من جهتها جددت قوات سوريا الديمقراطية قصفها للقواعد العسكرية التركية الواقعة في شمالي عين عيسى بالأسلحة الثقيلة، والتي تتواجد في المنطقة منذ عملية "نبع السلام" العسكرية التركية أوائل تشرين الأول 2019، وذلك ضمن إطار اتفاق تركي روسي، رسم خريطة تواجد الطرفين، ونص على انسحاب "قسد" إلى خارج المنطقة الآمنة التركية التي يصل عمقها إلى ثلاثين كيلومتراً، وتصل إلى الطريق الدولي M4.
وكانت قوات "قسد" استعانت بالجيش السوري، وأدخلته إلى بلدة عين عيسى للاحتماء به، على أمل أن يؤدي ذلك إلى وقف الاعتراضات التركية على تواجدها في بلدة عيسى، لكن الاشتباكات الحالية دفعت رتلاً لقوات النظام السوري إلى الانسحاب من "اللواء 93" القريب من البلدة، في تطبيقٍ آخر لسيناريو النأي بالنفس، الذي اعتاد النظام تنفيذه في غير مكان تجاه "قسد".
وأدت الاشتباكات الحالية التي تجري في ظل صمت الأمريكيين، الحليف الرئيسي والوحيد لـ "قسد"، إلى وقوع خسائر بين الطرفين وفي صفوف المدنيين، الذين نزح بعضهم باتجاه الرقة وعين العرب (كوباني). من جهتها أعلنت وزارة الدفاع التركية صباح اليوم، عن "تحييد" ثمانية عناصر من عناصر "قسد"، بعد إطلاقهم النار على قواتها المتواجدة في منطقة عمليات "نبع السلام"، ومصطلح "التحييد" يستعمله الأتراك عادةً، في إشارة إلى قتل العناصر المستهدفين.