بعد ستة أشهر من الزلزال المدمر.. معاناة المتضررين في شمال غربي سوريا مستمرة

الاثنين, 28 أغسطس - 2023
الناس ينصبون خيامهم أمام منازلهم المدمرة نتيجة الزلزال
الناس ينصبون خيامهم أمام منازلهم المدمرة نتيجة الزلزال

بعد مرور ستة أشهر على الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق شمال غربي سوريا وتركيا، يظل سكان تلك المناطق في الشمال السوري يعيشون في وضع مأساوي ويشعرون بأنهم قد تم تجاهلهم. صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت أوضاعاً مأساوية تعيشها العائلات المتضررة، حيث تعاني من نقص في المساعدات وغياب جهود إعادة الإعمار.


ووفقاً للصحيفة، تعيش "فاطمة الميري" مع سبعة من أبنائها وأحفادها في خيمة تعكس حرارة الصيف اللافحة، فالشمس الحارقة تحولها إلى موقد محترق. يستفيق أفراد هذه العائلة يومياً على منظر منزلهم المتشقق والمتضرر، الشقوق والفتحات تتسع يوماً بعد يوم، ويخشون أن ينهار منزلهم في أي لحظة.


وتشكو "الميري" من غياب المساعدات الجادة، حيث تقتصر جهود المنظمات الدولية على جمع الصور والتوثيق دون تقديم مساعدات فعّالة. تعبيراً عن إحباطها، تقول: "يأتون، يلتقطون الصور، ثم يرحلون. لا يقدمون لنا المساعدة الحقيقية التي نحتاجها لإعادة بناء حياتنا. نحن بحاجة إلى دعم ملموس، ليس لدينا الأموال لإجراء التصليحات بأنفسنا، نحن نحتاج للمساعدة لكي نعيش بكرامة."


تشير الصحيفة إلى أن الملايين من السكان في المنطقة قد هربوا بسبب النزاعات المستمرة في سوريا على مدى سنوات. ومع أن العديد منهم كانوا يعيشون بالفعل في ظروف صعبة، إلا أن الزلزال الأخير جعل الأمور أكثر تعقيداً وصعوبة. إذ تعتمد تلك المناطق على المساعدات الدولية لتلبية احتياجات السكان الملحة، ومع ذلك، لا توجد خطط واضحة لإعادة الإعمار والمساعدة المستدامة.


وتزداد الأمور تعقيداً، حيث تشهد الأوضاع تدهوراً في الوقت الراهن. في الشهر الماضي، وانقضت صلاحية القرار الدولي الذي سمح بدخول المساعدات عبر الحدود من تركيا، مما أدى إلى تراجع كبير في الدعم الإنساني للمنطقة المتضررة.


الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وأثر في مناطق شمال سوريا في شباط الماضي خلّف خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات في البلدين. ومنذ ذلك الحين، تتجدد الهزات الخفيفة في أجزاء متفرقة من سوريا، مما يزيد من تفاقم الوضع ويعقّد جهود الإعمار والتعافي.