وفاة الشيخ مصطفى محمد الصيرفي.. فقدان لعقل ديني وصوت إنساني رفع ألم الشعب السوري

الأحد, 27 أغسطس - 2023
الداعية الإسلامي والمفكر السوري مصطفى الصيرفي
الداعية الإسلامي والمفكر السوري مصطفى الصيرفي

فُجعت الأوساط الدينية والاجتماعية في العالم الإسلامي والوطن العربي بخبر وفاة الشيخ والداعية المفكر السوري الكبير "مصطفى محمد الصيرفي"، عن عمر ناهز 94 عاماً، بعد صراع مع وعكة صحية ألمت به. وتوفي الشيخ الصيرفي أمس السبت في العاصمة القطرية الدوحة، حيث أديت صلاة الجنازة على جثمانه بعد صلاة المغرب، ووارى الثرى في مقبرة مسيمير.


الشيخ مصطفى محمد الصيرفي كان إحدى أبرز الشخصيات الدينية والفكرية في العالم الإسلامي، حيث كان يعتبر من العلماء البارزين والفقهاء المعروفين في الوطن العربي. كان عضواً في لجنة القضايا والأقليات في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وله إسهامات كبيرة في تبني القضايا الإنسانية والاجتماعية.


تميّز الشيخ الصيرفي بأسلوبه المؤثر في خطبه ومحاضراته، حيث كان يتحدث بعمق عن قضايا السوريين ويعبر عن اهتمامه العميق بهم. منذ بداية الثورة في سوريا، وقف الشيخ الصيرفي إلى جانب أبناء شعبه ودعا للحرية ودعم الثوار الشبان الذين ناضلوا من أجل تحقيق التغيير والعدالة الاجتماعية.


وفي بداية الثورة السورية، كان الشيخ الصيرفي من الأصوات البارزة التي نادت بالحرية والعدالة، ووقف إلى جانب شعبه وناصرهم في مواجهة القمع والاضطهاد الذي فرضه النظام السوري بقيادة بشار الأسد. في مقطع مصور أصبح مشهوراً، ظهر الشيخ الصيرفي وهو يناشد بالحرية ويبارك جهود الشباب السوري في قيامهم بالثورة ضد حكم الاحتلال الذي دام لخمسين عاماً.


أبدى الشيخ الصيرفي تأثره العميق بمأساة الشعب السوري، حيث قال: "سوريا قد نكبت نكبة لم يشهدها بلد آخر، وذلك من قِبَل رجل لا يخاف الله ولا يعرف الإنسانية ولا الشرع، ولا يفرق بين صغير وكبير ولا امرأة ولا رجل ولا مريض ولا صحيح". أكد هذه الكلمات على رؤيته الواضحة للظلم والجور الذي تعرض له الشعب السوري.


وأضاف في تصريح آخر: "الحكم في سوريا ليس حكم بشر ولكنه حكم وحوش يفتكون بالشعب". كان يعبر من خلالها عن استيائه العميق من القمع الذي يمارسه النظام وتجاهله للإنسانية والقيم الدينية.


وألقى الشيخ الصيرفي الضوء أيضاً على مأساة المدنيين في سوريا، حيث أكد: "المدنيون يعيشون في ظروف صعبة جداً، وينطبق عليهم مثل القائل: 'ارحموا عزيز قوم ذل'". وذلك من وجدانه وتعاطفه العميق مع الضحايا والمعاناة التي يمرون بها.


رحل تاركاً وراءه إرثاً ثقافياً ودينياً غنياً، وسيظل الشيخ مصطفى محمد الصيرفي في ذاكرة الجميع كشخصية دينية وإنسانية استثنائية، ساهمت بشكل كبير في تسليط الضوء على قضايا العدالة وحقوق الإنسان في منطقة الوطن العربي وما وراءها.


وبهذا الفقدان، تضيق صفوف المعزين في كل مكان، حيث يتوجب على العالم الإسلامي والمجتمع الدولي أن يواصلوا العمل من أجل تحقيق التغيير الإيجابي الذي دعا إليه الشيخ الصيرفي، وضمان تحقيق العدالة وحقوق الإنسان للشعوب في كل مكان.