شهم سوري

الخميس, 3 أغسطس - 2023
الشاب السوري فهد الكتبي
الشاب السوري فهد الكتبي

!

تحت عنوان "شهم سوري" كتبت الكاتبة اللبنانية مريم مشتاوي في صحيفة القدس العربي تقول:

قصة تبعث الفرح والفخر في النفوس. لقد انتشر مؤخراً فيديو لشاب سوري يروي حادثة ملهمة تجسد الأخلاق الرفيعة والتصرفات النبيلة. إنه يحمل في قلبه الحب والفخر لوطنه الجديد، مصر. البلد الذي استقبله وأحبه بعد هروبه من ويلات الحرب السورية. تلك القصة الجميلة، التي انتشرت بكثافة عبر منصات التواصل الاجتماعي، أضافت بهجةً إلى قلوبنا، وأكّدت أن العالم ما زال مليئاً بالخير، حتى في وجه التحديات الكثيرة.

كان الشاب السوري واسمه فهد الكتبي يعبر الشارع، عندما لاحظ امرأة مسنة وحيدة، واقفة على ناصية الشارع أمام نفق مغلق بسبب تراكم النفايات المزمن. تجاوز الشاب المسافة بينهما واقترب منها بلطف ليسألها إن كانت في حاجة للمساعدة. أبدت المرأة العجوز احتياجها للانتقال إلى الناحية الأخرى، لكن حاجز النفايات الكثيرة يعيق طريقها.

هكذا انبثق نبل الشاب ورفقه نحو المرأة، فقد تأثر بحالها وشعر بواجب تجاهها وتجاه البلد، الذي رحب به بكل حب وود. بدأ في تنظيف النفق بكل تفانٍ وجهد، واستطاع تنظيفه كله بمفرده وأعاده نظيفا تماما وسالكا، ليرتاح قلب المسنة العجوز. لكنه لم يقتصر فقط على جمع النفايات، بل أظهر احتراماً ومحبةً لهذه المرأة التي التقته صدفة على الطريق. كان يناديها بكل محبة واحترام «يا أمي».

وبهذا الفعل النبيل، أراد الشاب أن يرسل رسالة واضحة: إن هذه الأرض هي وطننا جميعاً، ومن واجبنا الحفاظ عليها والعناية بها. وألصق ورقة صغيرة على جدار النفق كتب عليها: «إن النظافة تعكس شخصية المجتمع، فلنعمل جميعاً على الحفاظ عليها وتعزيزها، ولنكن قدوةً حسنة للأجيال القادمة».

إن هذه القصة المؤثرة تذكّرنا أن الخير ما زال حيّاً بيننا، وأن أفعال النبلاء والأفراد ذوي القلوب الطيبة، تجعل العالم مكاناً أفضل. تؤكد هذه القصة أن الأخلاق الحسنة والرحمة هما الأساس لترسيخ المحبة والسلام في قلوبنا، وفي هذا العالم التعب، الذي نعيش فيه.