يتوجه النظام السوري اليوم إلى مدينة جدة في المملكة العربية السعودية للمشاركة في أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية، التي ستنعقد غداً الجمعة، في مشاركة ستكون الأولى له منذ اندلاع الاحتجاجات في عام 2011.
وكان وزير خارجية النظام السوري، فيصل المقداد، قد وصل إلى مدينة جدة السعودية الاثنين الفائت، إلى جانب وفد من حكومة النظام، للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية.
وفي العاشر من شهر أيار الجاري، نقلت السعودية عبر سفيرها في الأردن، دعوة إلى رئيس النظام بشار الأسد، للمشاركة في الدورة الـ32 لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي ستعقد في مدينة جدّة.
جاء ذلك بعد أعلن مجلس جامعة الدول العربية، في بيان ختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة في الثالث من الشهر الجاري، استئناف مشاركة وفود النظام السوري في اجتماعاته بعد أكثر من عشر سنوات على تعليق عضوية سورية في الجامعة.
“فايننشال تايمز”: مشاركة الأسد في القمة العربية يوم حزين للدبلوماسية
قالت صحيفة “فايننشال تايمز”، في افتتاحية لها، أن إعادة الترحيب بالنظام السوري في جامعة الدول العربية، تثير مخاوف ضحاياه، مضيفة : "عندما يجلس بشار الأسد على كرسيه المخصص له في القمة العربية، سيكون يوماً حزيناً للدبلوماسية العربية، سيرسل رسالة للضحايا، مفادها أن الأسد يواصل حكمه دون خوف من العقاب".
وأشارت الصحيفة أن الجامعة العربية هي جسد بلا تأثير (بلا أسنان)، لأن قرار إعادة سوريا، هذا الشهر، يعطي نصراً دبلوماسياً لمجرم حرب ولشركائه في الجريمة، إيران وروسيا.
وأردفت "في عام 2011، قرَّرَ الأعضاء، محقّين، معاقبة الأسد على رده القمعي ضد الانتفاضة، ورفضه بالالتزام بمبادرة السلام العربية. وعندما حاول النظام قمع الانتفاضة بالقوة الغاشمة وتحويلها إلى حرب أهلية، قررت دولٌ في الخليج دعم المعارضة للإطاحة بالأسد. وبعد 12 عاماً قُتل على الأقل 300.000 شخص، وأجبر 12 مليوناً على ترك بيوتهم، حيث قررت الدول العربية الترحيب بعودة الأسد للحظيرة" بالرغم من عدم وجود إشارات على تغيير سلوكه البلطجي، وعدم اظهار أيّ ندم على جرائمه.
واعتبرت الصحيفة أن السماح بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية كافأ الأسد من دون أن يقدم تنازلات تخفف من معاناة السوريين. وهذا يثير السخرية من النهج العربي للتعامل مع نظام الأسد، والقائم على خطوة بعد خطوة، واستخدام العصا والجزرة.
وعلقت "تلاشت الآمال بالتوصل إلى تسوية سياسية مع المعارضة الضعيفة، في وقت لم تعد فيه الولايات المتحدة وأوروبا مهتمة بسوريا، مما جعل روسيا وإيران وتركيا اللاعبين الأجانب البارزين في سوريا".
