نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرا حول الوضع المأساوي الذي يواجهه السوريون في المناطق المحررة التي ضربها الزلزال المدمر وقول إن"سوريا..المعزولة عن معظم العالم، تُركت لتلتقط الشظايا بمفردها، كما فعلت مراراً على مدى أكثر من عقد من الحرب والاضطرابات وفي هذا الجيب المنسي في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه فصائل المعارضة، لم يكن هناك عمال إنقاذ لإنقاذ الأهالي، ولم يجلب أي أحد من فرق الإغاثة الدولية أي شحنات أدوية للناجين عندما انخفضت المخزونات، ولكن على بعد ستة أميال فقط، تدفقت آلاف الأطنان من مواد الإغاثة، حتى من أماكن بعيدة مثل تايوان بعد أن طلبت الحكومة التركية المساعدة.
وقال رئيس بلدية المدينة محمود حفار : “كنا بحاجة للمساعدة هنا، طلبنا المساعدة، لم يأت أي أحد”.
وكان معبر باب السلامة الحدودي مع سوريا شبه خالي يوم الجمعة، وكانت هناك سيارة إسعاف واحدة بأضواء ساطعة تنتظر الدخول.
وأشارت الصحيفة إلى أن السوريين الذين عبروا الحدود، هم أولئك الذين أعيدوا إلى عائلاتهم في أكياس جثث.
لقد عانى هذا الجزء من سوريا من أزمة بعد أزمة، وهو موطن لملايين الأشخاص الذين واجهوا الحرب والنزوح والجوع والمرض، حتى قبل الزلزال، كان هناك 4.1 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة إنسانية، وفقاً لتقرير “واشنطن بوست”.
وقد تم إعاقة الوصول إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة خلال الصراع من قبل رئيس النظام السوري، الذي فرض قيودًا على حركة المنظمات الإنسانية – وقد ساعده حلفاء مثل روسيا في الأمم المتحدة.
ومع ثبات خطوط القتال إلى حد كبير بعد 12 عامًا من الحرب الطاحنة، أصبح شمال غرب سوريا ملاذًا أخيراً لملايين المدنيين أو المقاتلين السابقين الذين يخشون على سلامتهم إذا عادوا إلى مناطق الحكومة، ولم يكن هناك أي خيار للعديد من السكان الأصليين للذهاب إلى مكان آخر، حتى مع اقتراب الصراع عليهم.