نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية مقالا للمسؤول السابق في وزارة الخارجية وائل الزيات دعا فيه الحكومة الأمريكية لعدم رفع العقوبات عن النظام السوري، وذلك ردا على الدعوات التي أطلقتها حكومة النظام السوري لرفع العقوبات الأمريكية عنه
ورفضت وزارة الخارجية الأمريكية هذه الدعوات حتى الآن، إلا أنها ستواجه الضغوط مع معرفة حجم الدمار والضحايا بسبب الزلزال. ويرى الزيات أن الدواعي لتمسك الحكومة الأمريكية بموقفها من العقوبات مرتبطة بالآتي.
فقد فرضت الحكومة الأمريكية سابقا عقوبات على سوريا منذ عام 1979، نظرا لتصنيف البلد كدولة راعية للإرهاب واحتلاله لبنان. وبعد قيام بشار الأسد بحملة قمع ضد المتظاهرين المطالبين بالتغيير عام 2011، فرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات لحرمان النظام من القدرة على تمويل جيشه كي يكون قادرا على قمع المدنيين واستخدام العنف ضدهم. وشمل هذا تجميد أملاك المسؤولين في النظام وحظر الشركات الأمريكية من استيراد النفط السوري.
وفي عام 2019، أقر الكونغرس الأمريكي قانون قيصر لحماية المدنيين في سوريا. وزاد القانون عددا من العقوبات على الحكومة السورية وصناعاتها والكيانات الأجنبية التي تقدم الدعم المالي والمادي للنظام.
ويرى الكاتب أن الدافعية وراء هذه العقوبات، خاصة تلك التي فُرضت في مرحلة ما بعد 2011، كانت واضحة: الحد من قدرة الأسد على تمويل جيشه وميليشياته ممن تورطوا في مذابح. في وقت حاول داعموه، روسيا وإيران، إبعاد الأسد عن المسؤولية في المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها سوريا وتحميل العقوبات المسؤولية.
وقدمت تقريبا 16 مليار دولار لسوريا والمنطقة. ووصلت معظم هذه المساعدات للمناطق الخاضعة لسيطرة النظام، لأنه منع وصولها إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وخلال عمل الزيات في وزارة الخارجية الأمريكية، كان النظام يحاصر 18 بلدة تحت سيطرة المعارضة، حيث منع وصول المواد الإنسانية والدواء إليها. وأمرت قواته قوافل المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي بالعودة، والتي سمح لها بدخول المناطق المحاصرة، كانت تجرد من الأدوية والمواد الضرورية لإنقاذ حياة المرضى.
ويقول الكاتب، إنه بدلا من الدعوات لرفع العقوبات، يجب العمل على إيصال الدعم المباشر إلى المناطق المنكوبة ووصول فرق الإنقاذ المتخصصة واستخدام كل المعابر الصالحة للاستخدام عبر تركيا.
وقدم الزيات قائمة من المنظمات المستعدة لتقديم العون إلى شمال- غرب سوريا. قائلا إن مَن يريدون مساعدة الشعب السوري يجب عليهم التعاون مع هذه المنظمات. مشيرا إلى أنه لا يمكن الاعتماد على الأسد ونظامه لمساعدة نفس الناس الذين حاول إبادتهم..