في اجتماع ضم ثلة من خبراء النظام لاعتماد شعار للحملة الدعائية لرأس النظام، قال أحدهم: اقترح ان يكون الشعار الانتخابي هذه المرة: "كلنا مع حفيد علي بن أبي طالب"! فقال آخر: أليس من الممكن أن يُفهم هذا الشعار بشكل طائفي؟ فقال ثالث: لا أبداً؛ فالكل يحب علياً.
لا شك في أن الثالث أصاب عين الحقيقة، فالسنة يعشقون علياً بن ابي طالب، وحتى المسيحيون... الكل يحبه، إذن الشعار موفق للوهلة الأولى.
من هو حفيد علي؟
هل ذاك الذي يسرق نفط الشعب منذ عشرات السنين، ويضع عائداته في بنوك أوروبا عبر خاله وابن خاله وشبكة خاله؟ إذ لم يعد خافياً على أحد أن هذه الأموال موزعة الآن بأسماء عدد محدود من الرجال والنساء في روسيا، ورومانيا، وبيلوروسيا، وسويسرا، وبريطانيا، وقبرص... يتنعم هؤلاء بما اختلسوه من مال الشعب الجائع المقهور، الذي يعاني الأمرين في انتظار الغاز والكهرباء، ويفكر بألف طريقة لإيجاد لقمة العيش لأبنائه.
هل يصح - في حكم حفيد علي بن ابي طالب – أن يُحتكر التصدير والاستيراد في يد حفنة من الأقارب واللصوص؟
هل يمكن لمن يُحسب على علي بن ابي طالب أن يوجه النار إلى صدور من خرج مطالباً بالحرية والكرامة؟
هل يمكن لحفيد علي بن أبي طالب أن يوقظ الفتنة النائمة، وهو يعلم أن من يوقظها - ملعون؟ فالقاصي والداني شاهد كيف تعمدت أجهزة النظام تحريض الطوائف على بعضها البعض في بدايات الأحداث.
هل يقبل حفيد علي بن أبي طالب أن يكون كرسيّه أغلى من ارواح البشر؟ فالقاصي والداني يعلم أن مئات الالوف من السوريين فقدوا حياتهم بسبب فقدان أية حكمة أو مقدرة علمية واقعية وجدانية على إدارة الأزمة؟
ألم يبع علي بن أبي طالب (عليه سلام الله، وكرم الله وجهه الشريف) الكرسيَّ بعفطة عنز حقنا لدماء الناس؟
أنبئك علياً!
ثم، وأنا العلوي، الذي يعرف أن الرؤيا العلوية ترى في كل محترم مؤمن طاهر عامل مخلص عادل - إنسانا منتميا بالضرورة، ان توفرت فيه هذه الصفات من عليّ!
إذاً، كيف يستوي أن يكون هذا المرشح حفيدا لعلي - بعد أن قسم الشعب وافتتنه، بعد أن مزّق البلاد وفتّتها، بعد أن استدعى كل الاحتلالات، بعد أن تسبب بانهيار الاقتصاد، بعد أن جوّع الشعب، بعد أن أفرغ السلطة القضائية من مضمونها، بعد أن فتح الأبواب على مصراعيها أمام الرشوة والفساد... بعد كل هذه الجرائم؛ هل يمكن أن يُكنّى مثل هذا العهد بعلي ابن أبي طالب؟ يا خبراء الحملة الانتخابية، ويحكم! ماذا تقولون وماذا تفعلون؟
انبئك عليا أنك لوجئت اليوم لرفعت الشبشبة ولضربت بها كل هؤلاء الكذابين، كل هؤلاء الأفاقين، كل من يتمسح باسمك من أجل استمرار الموت، واستمرار الظلم، واستمرار الكذبة...
انبئك عليا أنك لو جئت اليوم لحاربك الداعون إليك، وقالوا: يطلب حرية!!!