"جرس إنذار".. رواية توثق انتشار كورونا في ألمانيا بعيون مهاجر سوري

السبت, 12 فبراير - 2022
غلاف رواية جرس إنذار
غلاف رواية جرس إنذار

رواية جديدة صدرت للكاتب والشاعر السوري إبراهيم اليوسف، تدور أحداث هذه الرواية في ألمانيا، حيث يرصد الكاتب التغييرات التي حدثت في حياة الألمان واللاجئين منذ انتشار الفيروس وبدء الاغلاقات الصحية والتباعد الاجتماعي، لا سيما في الأشهر الستة الأولى من بدء الجائحة.

وتدور أحداث الرواية التي تحمل عنوان" جرس إنذار" داخل بناية في إحدى مدن ألمانيا، مع عدد من أفراد أسرة مهاجر من سوريا الذين يتوزعون على شقق العمارة ذات الطوابق السبعة، حيث لاذ الراوي في بيته، وتوقفت مظاهر حياتية عدة: وتقسم الرواية الزمن إلى ما قبل كورونا وما بعد كورونا. وثبته في مستهل الرواية، مشيراً بذلك إلى ساعة الصفر في زمن ما بعد كورونا، ويقول الكاتب واصفا حياة العزلة التي عاشتها البشرية.

كوفيد وأسرة الراوي

ترصد الرواية أول حالة إصابة بالفيروس كوفيد19 في أسرة الراوي عندما تلتقط زوجة أحد أبنائه الفيروس من طبيب أسنان ألماني عجوز، ويدب الهلع في الأسرة، إذ تبتعد المريضة عن أسرتها المكونة من ثلاثة أشخاص: هي وزوجها وابنتهما الصغيرة، وتبدأ أزمة البيت بشكل واضح إذ إن الطفلة الصغيرة ترفض حالة عزلة أمها عنها وأبيها، ويضطر الوالد لخدمة زوجته والعناية بالطفلة التي تشتاق إلى قريباتها من الطفلات الصغيرات، فتتطوع طفلة أكبر منها سناً، وهي ابنة عمها لكسر جدار العزلة، لتبدأ أحداث مختلفة تجبر بطل الرواية على المقارنة بين بلده سوريا ومكان إقامته ألمانيا.

سمعت سيدة سورية، قبل أن يغدو الحجر الصحي الطوعي أمرًا واقعًا، تقول: "لقد هربنا من الموت، وها هو موت آخرُّ أمامنا، يجعلنا نتحسر على موت بلادنا". ما قالته هذه السيدة استوقفني كثيرًا، وإن رحت أقلب أثره وصداه في ذاتي، من وجهات نظر نقدية ذاتية، متعدِّدة، إذ إنه أعادني إلى التفكير برهبة الموت المضاعفة، بعيد بدء الحرب على السوريين: من الجهات جميعًا، عندما انقطع أمل ذوي أي فقيد يقضي في الغربة، من إيصال جسده- ولا أقول "جثمانه" إلى وطنه، ليوارى فيه الثرى، وهوما كنت أشدِّد عليه، أستحثُّ ذوي أي فقيد للسعي لدفنه في الوطن... الموت دون مشيعين ومجالس عزاء ألف موت للميت ولذويه"!

وتعتبر هذه الرواية العمل الرابع للكاتب ضمن سلسلة أعمال إبداعية ونقدية وفكرية صدرت له، استخدم الروائي تقنيات عدة في عمله الجديد: توظيف النص الشعري. توظيف المقال أو الدراسة، ليختلط الحلم بالواقع، بل الخيال بالواقع الذي يتجسد في الاستعانة بأسماء حقيقية، إلى جانب شخصيات ووقائع من صنع الخيال،