احتشد يوم 7 آذار (مارس) الماضي، آلاف الأشخاص في ملعب (فرانسو الحريري) لكرة القدم في مدينة أربيل عاصمة إقليم كُردستان، لحضور القداس الذي أقامه بابا الفاتيكان فرانسيس في ثالث أيام زيارته إلى العراق، والتي بدأها بزيارة العاصمة العراقية بغداد، ومدينة النجف جنوبي البلاد للقاء المرجع الشيعي آية الله السيستاني، وسط آمال العراقيين بأن تجلب الزيارة السلام للعراق، والتعايش السلمي بين مكوناته العرقية والدينية.
وجرت للبابا فرنسيس مراسم استقبال رسمية وشعبية منذ لحظة وصوله إلى مطار أربيل قادماً من بغداد، حيث أظهر الاستقبال التنوع العرقي والديني الذي يحظى به الإقليم، كما حرص جميع قادة الإقليم وعلى رأسهم الزعيم الكُردستاني مسعود البارزاني، ورئيس الإقليم على لقاء البابا، وأصدرت وزارة النقل والمواصلات في إقليم كردستان العراق، ستة طوابع بريدية تحمل صورة البابا فرنسيس بمناسبة زيارته التاريخية للإقليم.
البابا يشكر الأكراد
البابا فرنسيس عبر عن مشاعره تجاه الاستقبال الحار الذي حظي به في إقليم كُردستان، وعبر عن شكره للمسؤولين الكُرد عن احتضان المسيحيين رغم الحرب التي يخوضونها، قائلاً: "أكن لكم كل التقدير لقيامكم، رغم كونكم تخوضون حرب، باحتضان النازحين المسيحيين من الموصل وسهل نينوى وقرقوش، والنازحين من المكونات الأخرى، أنتم من استقبل المسيحيين بأحضان مفتوحة".
ومضى البابا في كلمته الموجهة إلى الكُرد، من خلال القول: "الحرب دمار وخراب، لكنكم هزمتم العدو وتعيدون إعمار البلد. جئت لمباركة هذه الأرض، أنتم أطهار، مددتم يد العطف للجميع، فادعوا لي أيضاً، شكراً لما تفعلونه وتبذلونه لكل الأديان وكل المكونات، الحرية مستتبة في كوردستان، أشكركم مرة أخرى على الاستقبال الحار وعلى ضيافتكم".
جدل في العراق
واشتعل الجدل في الأوساط الكُردية، بعد ذكر الرئيس العراقي برهم صالح للبابا فرنسيس خلال استقباله له في بغداد؛ بأن قوات الجيش العراقي هي التي حررت بعشيقة من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ورفعت الصليب على كنيستها، وأظهر نشطاء كُرد صوراً لقوات البيشمركة الكُردية، وهي تنقل الصليب وترفعه على الكنيسة بعد تحريرها من "داعش".
يذكر بأن العراق شهد خلال السنوات الماضية، خاصة خلال الحرب على داعش هجرة مسيحية كبيرة من البلاد، حيث انخفض عدد المسيحيين إلى نحو 400 ألف نسمة، بعد أن كان العدد يقدر بأكثر من مليون ونصف قبل الحرب. وقد أكد البابا فرنسيس كل لقاءاته وعظاته، على ضرورة عودة المسيحيين إلى البلاد.