ديالا بريسلي فنانة سورية دونت أحداث سوريا بالألوان.. غردت ريشتها على الجدران والخيام وفي الساحات المقفرة على الجدران المهدمة.. لونت الحياة في المخيمات، ورسمت أملا للأطفال الذين ولدوا خارج وطنهم وحملوه وشما على أجسادهم.
تميزت أعمالها بالرشاقة والحيوية ولامست قضايا عميقة مثل زواج القاصرات والهجرة عبر البحر إلى أوربا والخذلان اليومي للسوريين على الحدود.
وتقول الفنانة بريسلي عن أعمالها إنها قد تبدو للكثيرين مجرد ديكورات لكنها تمثل بالنسبة للأطفال علاجا حقيقيا.
رسمت ديالا من أجل مساعدة الأطفال على التعامل مع صدمات الحرب، حيث تجولت بين مخيمات اللاجئين في لبنان وسلاحها ريشات وألوان، وكان هدفها مساعدة الأطفال على مواجهة ظروف العيش القاسية وحنينهم الجارف إلى وطنهم الجريح.
وفي الوقت نفسه حملت هموم المرأة السورية وعبرت عنها بلوحات جميلة وجدت طريقها إلى النشر في مجلات ووسائل إعلام أجنبية، وتقول الفنانة إن مشاركاتها الفنية في الحملات والأحداث السياسية لطالما كانت قوة دافعة لها مثل مشاركتها في حملة الإضراب عن الطعام لنساء سجن عدرا والتي ساهمت في إطلاق سراح 23 سجينة. حيث ظهرت أعمالها في مجال النشاط السياسي في صحيفة لوموند ودويتشة فيليه.
وأعربت في أكثر من تصريح صحفي، عن أمنيتها أن تقف أعمالها شاهدة يوما ما على الأحداث التاريخية والقضايا الاجتماعية التي تلم بالشعوب اليوم والتي تشكل الدافع القوي لأعمالها والتي تمحورت معظم مواضيعها حول العدالة والحرية للشعب السوري بالإضافة إلى رغبتها على وجه الخصوص في إيصال صوت الأطفال إذ أنهم الأكثر اضطهادا وضعفا حيث أن الفن هو وسيلة لتمكين الناس وإيصال رسالتهم للعالم.
ولدت ديالا بريسلي عام 1980 في الكويت من أبوين سوريين، ترعرعت في دمشق، بدأت مسيرتها في محطة سبيستون التلفزيونية للأطفال برسم الرسوم المتحركة حيث تلقت أول تدريب لها، وشاركت بالعمل في المسلسل الكرتوني "دمتم سالمين".
ومنذ ذلك الحين توسع مجال عملها ليشمل وسائل أخرى متعددة مثل التصميم والتخطيط والفن المفاهيمي والرسوم المتحركة والرسم والكتب المصورة وتصميم الشخصيات وغيرها حيث عملت على 12 فيلما للرسوم المتحركة منها أفلام قصيرة وأخرى روائية طويلة بالإضافة إلى 6 برامج تلفزيونية لقنوات فضائية مثل الـ "BBC" وقناة الجزيرة أطفال.