طردت الشرطة الإسرائيلية أسرة فلسطينية من منزلها بحي الشيخ جراح في القدس الشرقية يوم الأربعاء وهدمت المنزل منهية مواجهة لفتت انتباه المجتمع الدولي.
وكان محمود صالحية وقف على سطح منزله بحي الشيخ جراح يوم الاثنين مهددا بتفجيره بأسطوانات الغاز إذا ما أُجبرت أسرته، التي تقيم بالمنزل منذ عقود، على الخروج بالقوة.
لكن ضباطا مسلحين عادوا قبل فجر يوم الأربعاء وأجلوا الجميع عن الموقع. وهدم حفار آلي العقار تاركا أكواما من الحطام المختلطة بالأثاث المحطم ومقتنيات الأسرة والصور العائلية ولعب الأطفال. وبعد بضع ساعات تمت إزالة الركام.
وكانت بلدية القدس قد صادرت الأرض المقام عليها البيت في القدس الشرقية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها في وقت لاحق. وقال شهود إن 25 شخصا اعتقلوا عند العقار ورأى صحفي من رويترز رجال الشرطة ينقلون اسطوانات الغاز قبل الفجر..
ويقع حي الشيخ جراح، الذي تنتشر على جوانب شوارعه الأشجار ويضم منازل من الحجر الرملي وقنصليات أجنبية وفنادق فاخرة، على مسافة كيلومتر واحد شمالي أسوار البلدة القديمة بالقدس.
وشهدت المنطقة اشتباكات العام الماضي بين مستوطنين يهود وفلسطينيين يواجهون الطرد ليتحول إلى رمز لما يعتبره الفلسطينيون حملة إسرائيلية لإجبارهم على الخروج من القدس الشرقية.
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس هدم المنزل بأنه "جريمة حرب" وحث واشنطن على "تحمل المسؤولية والتدخل الفوري لوقف هذه الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق أبناء شعبنا في القدس، وتحديداً حي الشيخ جراح".
وقال في بيان للرئاسة الفلسطينية "إن ما يشهده حي الشيخ جراح من عمليات هدم وتشريد وترويع للمواطنين المقدسيين، يضع إدارة الرئيس بايدن والتزاماتها أمام المحك، وترجمة أقوالها إلى أفعال، ويتمثل ذلك بالضغط على حكومة الاحتلال الإسرائيلي لوقف سياسة التطهير العرقي التي تنتهجها ضد الشعب الفلسطيني، وتجنيب المنطقة المزيد من التوتر والتصعيد".
وقال أحد النشطاء الدوليين طالبا عدم الكشف عن هويته وكان من الذين شاهدوا عملية الهدم في الصباح الباكر "أنا منهار، ترى سبل العيش تدمر أمام عينيك والآن ذهب البيت".
وكان البيت مقابلا للقنصلية البريطانية في القدس الشرقية التي قالت يوم الاثنين إن "عمليات الإخلاء في الأراضي المحتلة مخالفة للقانون الدولي الإنساني في جميع الظروف ما عدا بعض الحالات الاستثنائية".