في مقال لصحيفة الأوبزيرفر، وتحت عنوان عشرة دروس قاتمة تعلمها العالم من الحرب السورية خلال عقد كامل. قال كاتب المقال سايمون نيسدال: "إن الحرب في سوريا لم تعد تتصدر العناوين الرئيسية في وسائل الإعلام" وأشار إلى أن استمرارية الحرب لعقد كامل هو فشل دولي، وأن هذا الفشل سيترك آثارا بعيدة المدى على الأمن الدولي والقيم الديمقراطية وحكم القانون والشعب السوري. وقالت الصحيفة إن سوريا هي حرب العالم وأوردت عشرة دروس عن الحرب:
1- الخسائر الفادحة لأرواح المدنيين
أشارت الصحيفة إلى مئات آلاف الضحايا، وعشرات آلاف المفقودين، وتعرض الآلاف للتعذيب والعنف الجنسي أو القتل في المعتقل. والمدن السورية أصحبت دمارا، ويواجه الملايين الجوع. وتتساءل الصحيفة: أخلاقيا لماذا سمح باستمرار القتل؟
2- اللاجئون
هرب نصف سكان سوريا من الحرب، ولجأ أكثر من ستة ملايين سوري للخارج. وتجمع عدة ملايين في إدلب وصاروا هدفا للنظام والميليشيات المتصارعة. وأدى تدفق اللاجئين إلى أوربا إلى قلب طبيعة السياسة الإقليمية والأوربية، وأدى إلى صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة. فلماذا يتم غض الطرف عن كل هذا؟
3- عدم المحاسبة والعقاب
بشار الأسد ونظامه وحاشيته متهمون بجرائم ضد الإنسانية، وقامت روسيا والصين بعرقلة عمل المحكمة الجنائية الدولية بسبب الفيتو في مجلس الأمن، وعدم جلب كل الذين ارتكبوا الجرائم إلى العدالة من النظام أو المعارضة هي عبارة عن مهزلة للقانون الدولي.
4- استخدام الأسلحة الكيميائية.
ما فائدة المعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة الكيميائية إذا لم يحاسب النظام السوري على الضربات الكيميائية بغاز السارين على الغوطة الشرقية في العام 2013 والامم المتحدة وثقت 40 هجوما آخر. وروسيا عرقلت التحقيق، وأمريكا تنكرت لخطها الأحمر.
5- تنظيم الدولة الإسلامية
في العام 2014 استفادت "داعش" من الحرب بسيطرتها على مساحات كبيرة من العراق وسوريا، وأدى ذلك إلى ظهور جماعات جهادية معادية للغرب، ويعيش أسرى التنظيم الأوربيين والأوربيات في مخيمات ينتشر فيها العنف.
6- الولايات المتحدة وروسيا
أدت هذه الحرب إلى تحول في ميزان القوى في الشرق الأوسط، بعد تردد باراك أوباما فرض خطه الأحمر في سوريا، سارعت روسيا إلى ملء الفراغ الأمريكي في العام 2015 وأنقذت الأسد. واليوم يعتقد جو بايدن أن الوقت قد فات لإنقاذ سوريا.
7- الربيع العربي
بعد تعاطف الغرب مع الربيع العربي، تم التراجع سريعا بعد تدخل القوى الإسلامية، وأغلقت النافذة الصغيرة للإصلاح والإطاحة بالأنظمة الديكتاتورية، وخسرت الديمقراطية العالمية جولة، وسوريا مثال على ذلك.
8- تركيا
استغلت تركيا هذه الأحداث وقامت باضطهاد الأكراد في تركيا وخارجها (بحسب الصحيفة)، وتدخلت في سوريا لمنع ظهور كيان كردي في شمال شرق سوريا، وأثر ذلك على علاقة تركيا بالولايات المتحدة وبحلف شمال الأطلسي، فمن خسر تركيا؟ تساءلت الصحيفة.
9- إسرائيل وإيران
أثارت تحركات الحرس الثوري والقوى الموالية لإيران في سوريا ولبنان قلق إسرائيل، فشنت مئات الهجمات ضد الأهداف الإيرانية، وتحولت سوريا إلى ساحة حرب بالوكالة ومتعدد الجبهات بين الدولتين دون الاهتمام بالشعب السوري.
10- الامم المتحدة
تضررت المؤسسات الدولية بسبب فشل الأمم المتحدة في وقف الحرب، وفقد مجلس الأمن مصداقيته، وجهود صنع السلام، ولو تضافرت جهود الدول الدائمة العضوية لوقف الحرب لاستطاعت وقفها. وهذا إرث مخجل في الحرب السورية.