تواصل الليرة اللبنانيةتسجيل مستوى قياسي وتاريخي أمام الدولار الأمريكي، حيث وصل سعر الصرف في السوق السوداء، الثلاثاء، إلى 28 ألف ليرة، في انهيار غير مسبوق للعملة لم تشهده خلال مراحل سابقة من تاريخ البلاد، فيما لا يزال السعر الرسمي ثابت على سعر 1500 لليرة واحدة.
ويواجه لبنان أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة في تاريخه، وصفها البنك الدولي بـ"الأكثر حدة وقساوة في العالم"، وصنفها ضمن أصعب ثلاث أزمات سجلت في التاريخ منذ أواسط القرن التاسع عشر.
في حديث لقناة "سي إن إن" تقول أستاذة القانون اللبنانية المتخصصة بالشأن المصرفي، سابين الكيك، إن حدود الأزمة النقدية في لبنان متفلتة تماماً، والعملة المحلية في حالة سقوط حر، مشددة على أن اللعب على حافة الوقت سيولد نتائج كارثية على مختلف الصعد.
يأتي ذلك وسط انسداد في الأفق السياسي وخلافات مستمرة بين أركان الطبقة الحاكمة في لبنان، فيما المفاوضات القائمة مع صندوق النقد الدولي للتوصل إلى صيغة تعيد البلاد إلى السكة المالية والاقتصادية الصحيحة، لم تفض إلى نتيجة بعد.
وترخي الأزمة اللبنانية بظلالها على الوضع المعيشي للمواطنين الذين يرزحون بشدة تحت وطأتها بعدما خسروا ودائعهم في المصارف، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد موجة هجرة غير مسبوقة ولاسيما لفئة الشباب التي تبحث عن مستقبل أكثر استقراراً خارج لبنان.
