وبث التلفزيون الرسمي الجزائري قبل منتصف ليل الجمعة السبت بتوقيت الجزائر شريطا إخباريا نقل فيه عن رئاسة الجمهورية “وفاة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة”. وأورد تلفزيون “الحياة” الخاص أن المنيّة وافته “الساعة 22,00 في منزله”.ومنذ تنحيه عن السلطة، كان يعيش بعيدا عن الأنظار في عزلة في مقر إقامته المجهز طبيا في زرالدة في غرب الجزائر العاصمة. تولى الرئاسة في 1999 بينما كان البلد ممزقا بحرب أهلية. ثم أعيد انتخابه في 2004 و2009 و2014 في 2019، ترشح لولاية خامسة رغم مرض كان أقعده قبل ست سنوات، ولم يعد قادرا على الكلام. وأصبح سقوطه حتميا بعد أسابيع من التظاهرات الحاشدة ضد الولاية الخامسة. وأعلن تنحيه بعد أن طلب منه الجيش الذي دعم وصوله إلى السلطة ولعب دورا كبيرا في إعادة السلام إلى الجزائر بعد وصوله إلى الرئاسة، إثر حرب أهلية استمرت عقدا من الزمن. إذ أصدر في أيلول/سبتمبر 1999، أوّل قانون عفو عن المسلحين الإسلاميين الذي كانوا يقاتلون القوات مقابل تسليم أسلحتهم. وأعقب ذلك استسلام آلاف الإسلاميين.
وتخلل فترة حكمه أيضا قمع دام لحركة احتجاج في منطقة القبائل في العام 2001، وفضائح فساد.وتمتع أفراد من عائلته بنفوذ قوي خلال حكمه. في 25 أيلول/سبتمبر 2019، قضت محكمة عسكرية بالسجن 15 عاما على سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق ومستشاره النافذ، ورئيسين سابقين للمخابرات ومسؤول سياسي، بتهمة “التآمر ضد سلطة الدولة”.
في كانون الثاني/يناير 2021، تمت تبرئة سعيد بوتفليقة وبقية المشتبه بهم من تهمة التآمر، لكن سعيد بقي يُحاكم بتهمة الفساد. وبعد استقالة بوتفليقة، أجريت تحقيقات بشبهات فساد فُتحت على أثرها محاكمات عدة.