قال شهود ومصادر من مسلحي المعارضة والجيش إنه تم إجلاء 50 من مسلحي المعارضة وأُسرهم يوم الخميس من آخر معقل للمعارضة في جنوب سوريا، بموجب اتفاق تم برعاية روسية لتفادي حدوث مواجهة عسكرية في منطقة الحدود الاستراتيجية مع الأردن وإسرائيل..
ودخلت وحدة من الشرطة العسكرية الروسية الجيب يوم الثلاثاء لفرض خطة تسمح للجيش بالسيطرة عليه، مع توفير ممر آمن لمغادرة مسلحي المعارضة السابقين، الذين يعارضون الاتفاق، إلى مناطق المعارضة في شمال غرب سوريا.
وأوقف التحرك الروسي محاولة اقتحام الجيب من جانب وحدات عسكرية موالية لإيران بقيادة الفرقة الرابعة من قوات النخبة والتي تسيطر على المنطقة وشددت في الأيام الأخيرة حصارا دام شهرين وكثفت القصف استعدادا للهجوم .
وكانت القوات السورية قد استعادت ، بمساعدة سلاح الجو الروسي والميليشيات الإيرانية، في 2018 السيطرة على المحافظة التي عاصمتها درعا والمتاخمة للأردن وهضبة الجولان والتي عرفت بمهد" الثورة السورية ضد النظام عام ٢٠١١"
وأجبر الاتفاق، آنذاك ، ألوفا من مسلحي المعارضة المدعومين من الغرب على تسليم الأسلحة الثقيلة لكنه منع الجيش من دخول المعقل، المعروف باسم درعا البلد.
وكانت موسكو قد أعطت ضمانات لإسرائيل وواشنطن في 2018 بأنها ستمنع الميليشيات المدعومة من إيران من توسيع نفوذها في المنطقة الاستراتيجية.
وأدان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أوائل الشهر الجاري ما وصفه بهجوم "نظام الأسد الوحشي" على درعا ودعا لإنهاء فوري للعنف "الذي تسبب في مقتل مدنيين وتشريد الألوف".
وعاش ما يربو على 50 ألف مدني إلى جانب عدة ألوف من مقاتلي المعارضة السابقين في المعقل الذي شهد أول احتجاجات سلمية ضد حكم عائلة الأسد، والتي قوبلت بالقوة قبل أن تنتشر في أنحاء سوريا .
وقال سكان ومسؤولون محليون إن المنطقة أصبحت حاليا مدينة أشباح بعد أسابيع من القتال المتقطع والقصف الذي منعت القوات السورية وحلفاؤها من الميليشيات الإيرانية خلاله دخول المواد الغذائية والطبية وإمدادات الوقود، لكنه فتح ممرا للمدنيين لمغادرتها.
وشهد الجيب وبلدات أخرى في جنوب سوريا، منذ استعادت الدولة محافظة درعا، احتجاجات متفرقة ضد حكم الرئيس بشار الأسد. ومثل هذه الاحتجاجات أمر نادر الحدوث في المناطق التي تخضع لسيطرة الدولة السورية