"قيصر" سوريا ينال "الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان" تقديراً لشجاعته في كشف جرائم النظام البائد

ميساء الشيخ حسين
الخميس, 11 ديسمبر - 2025

في اعتراف دولي رفيع المستوى بالدور المحوري الذي لعبه في توثيق وكشف فظائع نظام بشار الأسد البائد، فاز السوري فريد المذهان، المعروف بالاسم الرمزي "قيصر"، بالجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون.


وتم تسليم الجائزة لـ"قيصر" في حفل أقيم في مقر وزارة الخارجية الفرنسية بباريس، الأربعاء 10 كانون الأول/ديسمبر، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان. وقام بتسليم الجائزة كل من وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو والوزير المساعد للشؤون الأوروبية في ألمانيا غونتر كيرشباوم.


من هو "قيصر"؟ موثق الجرائم في عمق الشرطة العسكرية

فريد المذهان، وهو ابن مدينة الشيخ مسكين في محافظة درعا، شغل مع بدايات الثورة منصب رئيس قلم الأدلة القضائية في الشرطة العسكرية بدمشق، وهي وظيفة أتاحت له الوصول إلى توثيق رسمي للجثث التي كانت تصل إلى المشافي العسكرية من مراكز الاحتجاز التابعة للنظام.


المساهمة التي لا تُنسى:

 تسريب عشرات الآلاف من الصور: خاطر المذهان بحياته لتسريب أكثر من 55 ألف صورة توثق جثث نحو 11 ألف معتقل قتلوا تحت التعذيب في سجون النظام.


 التوثيق الممنهج: كشفت الصور عن وحشية التعذيب والتجويع، كما دلت على أن التصوير كان يتم بأوامر من "أعلى هرم السلطة" لتوثيق تنفيذ عمليات القتل.


قانون قيصر: أدت هذه الوثائق الدامغة دوراً محورياً في إقرار الكونغرس الأمريكي لـ"قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين" في عام 2019، والذي فرض عقوبات قاسية على شخصيات وكيانات متورطة في الجرائم بحق السوريين.


 الكشف عن الهوية: كشف المذهان عن هويته للمرة الأولى في شباط/فبراير الماضي، بعد شهرين من سقوط النظام، ليتمكن العالم من معرفة البطل الذي وقف خلف أهم عملية توثيق للانتهاكات.


أهمية الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان

تُعدّ الجائزة الفرنسية الألمانية لحقوق الإنسان وسيادة القانون إحدى أهم الجوائز الدولية في هذا المجال، وقد أُطلقت بمبادرة مشتركة من وزارتي خارجية فرنسا وألمانيا عام 2016.

 

هدف الجائزة: 

تُمنح هذه الجائزة سنوياً لشخصيات أو مؤسسات حول العالم قدمت إسهامات نموذجية وبارزة في الدفاع عن حقوق الإنسان وتعزيز سيادة القانون.


الرمزية الدولية: يمثل هذا التكريم اعترافاً صريحاً ومباشراً من اثنتين من أكبر الدول الأوروبية بأن شهادة "قيصر" لا تمثل مجرد أدلة، بل هي نقطة تحول في كشف وتوثيق التعذيب الممنهج، وتفتح الطريق أمام تحقيق العدالة والحقيقة للضحايا.


وفي تصريح رسمي : أكد القائم بالأعمال الفرنسي في دمشق، جان باتيست فافر على حسابه في منصة (x)، أن تكريم المذهان هو شرف لفرنسا وألمانيا لأنه "أضاء بشجاعته ليلة الظلم الطويلة التي عانى منها الشعب السوري"، ومكّن العالم من رؤية "مدى فظاعة جرائم نظام بشار الأسد".


وبهذا التكريم، تؤكد فرنسا وألمانيا أن قضية محاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب في سوريا تظل في صلب الاهتمام الدولي، وأن الأدلة التي قدمها "قيصر" ستبقى وثيقة حاسمة في مسار العدالة.