أغلقت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) العيادات الخيرية التابعة للدكتور فراس الفهد في مدينة الرقة، والتي تُعدّ مصدر علاج مجاني لآلاف المرضى والأرامل والأيتام، وذلك عقب مشاركته في احتفالية "معركة ردع العدوان" في مدينة معدان.
وصرّح الدكتور فراس الفهد لـ"السوري اليوم" أن دورية عسكرية تابعة لقسد حضرت إلى العيادات وأبلغت الممرض المسؤول بقرار الإغلاق، وصادرت مفاتيح العيادات دون أي مسوغ قانوني، مؤكداً أنه لم يتلقَّ أي تحذيرات مسبقة، باستثناء إغلاق سابق لفرعين من العيادات قبل عام، إضافة إلى إغلاق مركز الأمل لعلاج الإدمان في الرقة "دون أي مبررات قانونية".
وأوضح الفهد أن مشاركته في الاحتفالية التي تدعو إلى وحدة الأراضي السورية ورفض تقسيم البلاد "لم يستسغها بعض المتشددين"، مرجحاً أن تكون سبباً للإجراء الذي استهدف مشروعه الطبي الإنساني.
وتقدّم العيادات الخيرية، بحسب الفهد، خدمات واسعة بالتعاون مع 270 طبيباً في 15 مدينة سورية، عبر إحالات مجانية لمراجعات طبية ومشافٍ ومراكز تخصصية. ويبلغ عدد المسجّلين المستفيدين نحو 20 ألف شخص من الأيتام والأرامل وذوي الإعاقة ومصابي الحرب ومرضى السرطان والقصور الكلوي وعوائل المفقودين وأسر الشهداء، إضافة إلى الأئمة والمؤذنين ومدرّسي القرآن الكريم.
ووصف الفهد قرار الإغلاق بأنه "كارثي"، مؤكداً أن توقف الخدمات بشكل مفاجئ سيحمّل الفئات الأشد ضعفاً تكاليف مالية باهظة في ظل الغلاء المتصاعد في القطاع الطبي.
وكشف الفهد أن جهات مقربة من قسد أبلغته بأن المداهمة "صادرة من استخبارات قسد، دون علم لجنة الصحة"، مشيراً إلى أنه ينتظر لمدة يومين قبل اتخاذ أي إجراءات قانونية، بناءً على نصائح من شخصيات محلية تطلب التريث على أمل إعادة افتتاح العيادات وعدم التصعيد.
وشدد الفهد على أنه مستهدف منذ بداية مشاركته في الثورة السورية، مضيفاً: "ليست روحي أغلى من أرواح مئات الآلاف من الشهداء الذين ضحّوا دفاعاً عن الحق". ووجّه رسالة للمنظمات الدولية والإنسانية لإيصال صوت المعاناة الناجمة عن إغلاق العيادات، مؤكداً أن "العقوبة لا تطالني شخصياً بل تطال شعباً مستضعفاً عانى 15 عاماً من الحرب والفقر".
ونفى الفهد لـ"السوري اليوم" صحة الأنباء المتداولة عن اعتقاله من قبل قسد، مؤكداً أنه خارج الرقة لحظة الإغلاق وأن التواصل معه كان صعباً بسبب انقطاع الشبكة لساعات.
