قرر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، في مصر التحقيق . مع المسئولين عن إنتاج مسلسل “الطاووس” للممثل السوري جمال سليمان، ومسئولي القنوات التي تقوم بعرضه، بعد أن تلقى شكاوى عديدة، حول استخدام لغة لا تتفق مع قواعد المجلس، وتؤكد على ضرورة إعلاء القيم وعدم المساس بالأسر المصرية أو الحط من شأنها، أو إظهارها في صورة تسيء إليها. المجلس الذي يضمن حرية الفن، وإطلاق طاقات الإبداع والتفرد والقيم الجمالية، ولا يضع قيوداً من أي نوع على تلك المعاني النبيلة، يعمل في نفس الوقت على تنقية الأجواء ومنع الصور التي تسيء للفن المصري الأصيل.إذ أشار المجلس إلى أن احترام المشاهدين من أولويات الأعمال الفنية الهادفة، حفاظاً على الهوية وتماسك الأسر والابتعاد عن أي صورة تشوهها، أو تحض على العنف اللفظي والجسدي، وأن تتبنى الأعمال الدرامية محتوى إيجابي يحترم القيم المتعارف عليها. المسلسل بطولة جمال سليمان، وسميحة أيوب، وسهر الصايغ وتدور أحداثه حول كمال الأسطول محامي مخضرم مهتم بقضايا التعويضات، ولكن الظروف تضطره كي يحقق في إحدى قضايا اﻻغتصاب التي تقلب حياته رأسا على عقب.
ويرى مراقبون ان احداث المسلسل تتشابه الى حد كبير مع قضية فتاة فيرمونت الشهيرة والتي لم يبت بها القانون حتى الان على الرغم من مرور اعوام عليها . والتشابه انه يتناول أحد قضايا التحرش والاغتصاب، وتدخل أصحاب النفوذ والشباب الأثرياء المدللين ممن لا يحترمون القانون ويقومون بانحرافات سلوكية، بعد تورط أحدهم في هذه القضية التي اعتبرها العمل الدرامي أحد أبرز الأزمات التي يعاني منها أي مجتمع.
وكان مسلسل “الطاووس” تصدر قائمة “التراند” على مواقع التواصل بسبب مشهد اعتداء على شخصية “أمينة” التي تجسدها الفنانة سهر الصايغ.
وتناقل رواد المواقع مقطعاً مصوّراً من العمل أظهر كيفية اعتداء عدد من أصحاب النفوذ على الفتاة. وحقق عدد مشاهدات تخطّى المليون في ساعات قليلة.
ولاحظ الكثيرون أن المشهد مؤثر ويعبّر عن الفكرة من دون أن يخدش الحياء أو يسيء إلى المشاعر. إلاّ أن آخرين انتقدوه واعتبروا أنه لا يناسب أجواء الشهر الفضيل.
وفي المقابل، أثنى البعض على أداء الصايغ التي أبدعت برأيهم في تقديم الشخصية في المشهد. ويُشار الى أن “أمينة” شابة تعمل في مجال التنظيفات من أجل إعالة والدها وشقيقتها المطلّقة، وذلك رغم حصولها على شهادة جامعية.
يُذكر أن الحادثة الأليمة ( في المسلسل ) وقعت بعد حفلة أُقيمت في الساحل الشمالي، مكان عملها، حيث يضع أحد المعتدين لها المخدّر في كوب العصير قبل اقتيادها إلى غرفة النوم.وهو ما يتشابه الى حد كبير بما تناقله الاعلام عن حادثة الفتاة في فندق فيرمونت في القاهرة فبل سنوات .
