العودة إلى إدلب تشعل سوق العقارات بين أمل الاستقرار وضغط الأسعار.

خالد زنكلو - السوري اليوم.
الثلاثاء, 28 أكتوبر - 2025

تشهد محافظة إدلب في شمال غرب سوريا موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار العقارات في مشهد يعكس حراكاً اجتماعياً واقتصادياً متسارعاً منذ بدء عودة اللاجئين السوريين من دول الجوار وعلى رأسها تركيا فالمنازل التي كانت خالية لسنوات طويلة باتت اليوم هدفاً لعشرات العائلات الباحثة عن مأوى يرمم الذاكرة ويعيد لهم شعور الانتماء بعد رحلة نزوح طويلة.


هذا التزايد الكبير في الطلب على المساكن مقابل محدودية العرض خلق حالة من الازدحام في سوق العقارات وأشعل الأسعار بنسب ملحوظة سواء في البيع أو الإيجار ومع أن المشهد يعكس انتعاشاً نسبياً في الحركة العمرانية إلا أنه حمل معه عبئاً ثقيلاً على كاهل السكان المحليين والعائدين على حد سواء خصوصاً أولئك من ذوي الدخل المحدود الذين وجدوا أنفسهم أمام واقع اقتصادي خانق.


تحت وطأة الغلاء بدأت الكثير من العائلات تبحث عن بدائل سكنية أقل كلفة في القرى الريفية أو على أطراف المحافظة حيث لا تزال الأراضي متاحة والأسعار أكثر اعتدالاً. وفي الوقت ذاته عاد عدد من المهجرين إلى منازلهم القديمة في إدلب ما زاد من حجم الطلب وأدى إلى ضغط إضافي في السوق العقارية.


قد روى لنا أبو عبدو وهو صاحب شركة السلطان للعقارات في مدينة إدلب:


الطلب على الشقق ارتفع بشكل كبير بعد عودة كثير من العائلات من تركيا ودول الجوار والجدير بالذكر بأن أغلب الناس بحاجة ضرورية للإستقرار ولكن العرض محدود لذلك الأسعار ارتفعت بنسب وصلت أحياناً إلى 75% عن العام الماضي.


كما أضاف لنا أبو أحمد وهو صاحب مكتب العالمية العقاري في مدينة إدلب:


المشكلة مو بس بالطلب حتى تكاليف البناء زادت ومواد الإعمار مثل الحديد والإسمنت أسعارها ارتفعت وبشكل عام وغير مقبول بالإضافة لارتفاع أجور اليد العاملة مثل اليوم اصبح أجور اليد العاملة للعالم الواحد تتراوح من 15$ حتى 25$ ولكن حسب كل مهنة… فطبيعي ترتفع أسعار الشقق الجاهزة أو الأراضي.


الجدير بالذكر بأن أغلب المستثمرين بدئوا بشراء العديد من العقارات:


اليوم بعض المستثمرين يشتروا عقارات بكميات كبيرة وينتظروا الأسعار حتى تزداد أكثر وهذا مما يسبب بنقص مصطنع بالسوق وهاد هو سبب من أسباب الغلاء.



تحويلات مالية هي سبب من أسباب الغلاء اليوم في إدلب: 


أشار بعض أصحاب المكاتب إلى أن التحويلات المالية من "الخارج" لعبت دوراً في ارتفاع الأسعار فالكثير من المغتربين السوريين الذين يعيشون في أوروبا أو الخليج.. يرسلون أموالاً لأقاربهم لشراء منازل وهذا ما زاد الطلب النقدي في السوق.


ارتفاع الأسعار في إدلب لا يمكن النظر إليه كظاهرة مؤقتة بل كنتاج طبيعي لتراكم أزمات الحرب ونتيجة مباشرة لعودة الحياة بعد التحرير إنه مؤشر على مرحلة جديدة تحتاج إلى تدخل من الجهات المحلية والمنظمات الإنسانية لضمان استقرار الأهالي وتأمين مشاريع سكنية تواكب حجم التحدي وتعيد التوازن إلى سوق العقارات التي أصبحت اليوم مرآة لتبدلات المجتمع وآماله في بداية جديدة.