ادلب _ السوري اليوم
في تحرك سريع ومؤثر، أعلنت قيادة الأمن الداخلي في وزارة الداخلية السورية عن اتخاذ إجراءات مشددة لحماية أهالي مخيم الفردان في ريف إدلب، بعد سلسلة من الانتهاكات الجسيمة التي تعرّضوا لها، كان أبرزها اختطاف فتاة من والدتها على يد مجموعة مسلحة يقودها المدعو عمر ديابي.
العميد غسان باكير، قائد الأمن الداخلي في إدلب، أكد في منشور رسمي أن هذه الحملة الأمنية تأتي استجابةً لشكاوى الأهالي الذين يعيشون تحت تهديد دائم من قبل المسلحين الذين يسعون لزعزعة الأمن. وأوضح أنه تم تطويق المخيم بالكامل، مع نشر نقاط مراقبة على أطرافه، وتثبيت فرق أمنية لتأمين المداخل والمخارج.
"المسلحون يعمدون إلى استخدام المدنيين كدروع بشرية، وهذا ما يجعل التصدي لهم ضرورة ملحة"، أضاف باكير، مشيراً إلى أن المفاوضات مع المتزعّم عمر ديابي لتسليم نفسه سلمياً قد باءت بالفشل، حيث رفض الاستسلام وواصل استهداف عناصر الأمن، مما يزيد من تعقيد الوضع.
في المقابل، عبّر العديد من المواطنين في المخيم عن دعمهم الكامل لهذه الإجراءات الأمنية، مؤكدين أن الحماية التي توفرها قوات الأمن الداخلي تمثل الأمل الوحيد في مواجهة الفوضى. وقال أحد المواطنين: "نحن نعيش في حالة من الرعب الدائم. لقد كنا ننتظر هذه الخطوات منذ فترة طويلة. نحن بحاجة إلى أن نعيش بسلام".
لكن بعض المستثمرين في المنطقة أشاروا إلى القلق من استمرار التوترات الأمنية وتأثيرها على الاقتصاد المحلي. قال أحدهم: "الاستثمارات في هذه المناطق مهددة. إذا استمر الوضع على هذه الحال، قد نضطر إلى التفكير في نقل أعمالنا إلى أماكن أكثر أماناً. لكن في الوقت نفسه، نؤيد أي خطوة تهدف إلى استعادة الأمن".
وفي ظل تصاعد حدة المواجهات بين قوات الأمن والمسلحين، يبدو أن حماية المدنيين ستكون التحدي الأكبر، حيث يترقب الجميع نتائج الحملة الأمنية التي قد تكون فاصلة في تحديد مستقبل المخيم والمنطقة بأسرها.
وتسعى السلطات السورية جاهدة لضمان استقرار المنطقة وحماية الأهالي من بطش المسلحين، في وقت يشهد فيه المخيم معركة شرسة بين الطرفين. وفيما يتطلع الأهالي إلى استعادة الأمن، يبقى مستقبل الاستثمارات والاقتصاد المحلي رهناً بالوضع الأمني الذي يمر بمرحلة حرجة.
