في تحد لأمريكا وإسرائيل.. مزيد من الدول تعترف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة

الثلاثاء, 23 سبتمبر - 2025
علم فلسطين بين إعلام الأمم المتحدة
علم فلسطين بين إعلام الأمم المتحدة


اعترف مزيد من الدول يوم الاثنين بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة، في تحول دبلوماسي تاريخي حدث بعد قرابة عامين من حرب غزة، ويواجه مقاومة شرسة من إسرائيل وحليفتها الوثيقة الولايات المتحدة.
وأعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن فرنسا ستعترف بدولة فلسطينية في اجتماع دعا إليه مع السعودية، وهو إنجاز قد يرفع معنويات الفلسطينيين، لكن من غير المرجح فيما يبدو أن يُحدث تغييرا كبيرا على أرض الواقع.
وأكدت الحكومة اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية في ظل استمرار حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة بعد هجوم أكتوبر تشرين الأول 2023 على بلدات بجنوب إسرائيل والذي تسبب في مقتل نحو 1200 شخص.
وأصبحت إسرائيل معزولة وتعرضت لتنديد دولي بسبب حملتها العسكرية في غزة التي تقول السلطات الصحية في القطاع إنها أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني. وفي الأسابيع القليلة الماضية، بدأت إسرائيل هجوما بريا كانت تهدد بشنه منذ فترة طويلة على مدينة غزة، مع تضاؤل احتمالات وقف إطلاق النار.
وقال ماكرون في بداية جلسة مقررة استمرت ثلاث ساعات في الأمم المتحدة “علينا أن نمهد الطريق للسلام”.
وأضاف “علينا أن نبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على إمكانية حل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنبا إلى جنب في سلام وأمان”.
وقال قبل إعلانه عن الخطوة الدبلوماسية التي قوبلت بتصفيق مطول من الحضور “الاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني لا ينقص شيئا من حقوق شعب إسرائيل”.
وتقول إسرائيل إن مثل هذه الخطوات ستقوض فرص التوصل إلى حل سلمي للحرب في غزة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الكندي مارك كارني والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من بين الذين تحدثوا.
وقال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيث في مقابلة مع رويترز يوم الاثنين إن خطوات الاعتراف الأخيرة بالغة الأهمية. وكانت حكومته اليسارية اعترفت بدولة فلسطينية في 2024.
وأضاف “هناك دولتان من مجلس الأمن، بريطانيا وفرنسا، تعترفان بدولة فلسطين، وثانيا، داخل المجتمع الغربي… هناك أغلبية كبيرة من الدول تعترف بالفعل بدولة فلسطين”.
وعرض ماكرون “إطار عمل لسلطة فلسطينية جديدة”، ستفتح فرنسا بموجبه سفارة شريطة تطبيق إصلاحات ووقف إطلاق نار وإطلاق سراح جميع الرهائن الذين اقتيدوا من إسرائيل وتحتجزهم حركة حماس في غزة.
وقبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، انضمت لوكسمبورج ومالطا وبلجيكا وموناكو يوم الاثنين أيضا إلى أكثر من ثلاثة أرباع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة والتي تعترف بالفعل بدولة فلسطينية.
وحرك تعهد ماكرون في يوليو تموز الماضي بالاعتراف بدولة فلسطينية الجهود الأخيرة، إذ أعلنت بريطانيا وكندا وأستراليا في وقت لاحق أنها سوف تحذو حذوها، وهو ما حدث بالفعل يوم الأحد.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عبر اتصال فيديو، إذ لم يتمكن من حضور الفعاليات البارزة بعد رفض منحه تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة “ندعو من لم يفعلوا ذلك بعد أن يقدموا على ذلك”.
وأضاف “ندعوكم لدعم فلسطين لتصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة”، وتعهد بإجراء إصلاحات وإجراء انتخابات في غضون عام من وقف إطلاق النار.
ويتمتع الوفد الذي يمثل دولة فلسطين بصفة مراقب في الأمم المتحدة، ولكن لا يمتلك حق التصويت. وبغض النظر عن عدد الدول التي تعترف بدولة فلسطينية، فإن العضوية الكاملة في الأمم المتحدة تتطلب موافقة مجلس الأمن، حيث تتمتع الولايات المتحدة بحق النقض (الفيتو).
وحل الدولتين حجر أساس عملية السلام التي تدعمها الولايات المتحدة وكانت انطلقت بموجب اتفاقيات أوسلو في عام 1993. وتعرضت العملية لمقاومة شديدة من الجانبين وكادت أن تنهار.
ولم تعقد أي مفاوضات بخصوص حل الدولتين منذ 2014.
وقاطعت الولايات المتحدة وإسرائيل اجتماع يوم الاثنين. وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إن إسرائيل ستناقش كيفية الرد على إعلانات الاعتراف بعد عودة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى إسرائيل الأسبوع المقبل.
وقال دانون للصحفيين قبل الاجتماع “كان من المفترض التفاوض على هذه القضايا بين إسرائيل والفلسطينيين مستقبلا”. ومن المقرر أن يلتقي نتنياهو بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 سبتمبر أيلول في واشنطن قبل أن يعود إلى إسرائيل.
ورفض نتنياهو العديد من الدعوات لإنهاء الحملة العسكرية قبل تدمير حماس، وقال إنه لن يعترف بدولة فلسطينية.
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو في وقت سابق من هذا الشهر إن الولايات المتحدة أبلغت دولا أخرى بأن الاعتراف بدولة فلسطينية سيخلق المزيد من المشاكل.
ومع تكثيف إسرائيل هجومها على غزة وتصاعد عنف المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، يتزايد الشعور بحتمية التحرك الآن قبل أن تتلاشى فكرة حل الدولتين إلى الأبد.
وقادت فرنسا هذه الخطوة، على أمل أن يمنح إعلان ماكرون في يوليو تموز عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية زخما أكبر لحراك كانت تهيمن عليه حتى الآن دول أصغر حجما تميل عموما إلى انتقاد إسرائيل بدرجة أشد.