ثلاث دول كبرى تعترف رسميًا بدولة فلسطين.. تصاعد الانقسام مع واشنطن قبيل اجتماعات الأمم المتحدة

أعلنت أستراليا وكندا وبريطانيا، الأحد، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة وصفت بأنها جزء من الجهود الدولية لإحياء حل الدولتين، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب انتهاكات إنسانية.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز إن بلاده اتخذت هذه الخطوة "في إطار جهد لإحياء زخم حل الدولتين الذي يبدأ بوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن"، مشددًا على أنه "ينبغي ألا يكون لحركة حماس أي دور في فلسطين".

من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن بلاده تعترف بدولة فلسطين، مؤكدًا استعداد كندا "للعمل في شراكة من أجل بناء مستقبل سلمي واعد لكل من فلسطين وإسرائيل".

أما رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، فأكد في بيان مصوّر أن المملكة المتحدة اعترفت رسميًا بدولة فلسطين "لإحياء أمل السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين"، مشيرًا إلى فرض عقوبات إضافية على شخصيات من حماس خلال الأسابيع المقبلة. وكان ستارمر قد تعهّد في وقت سابق بأن بلاده ستقدم على هذه الخطوة بحلول انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا لم تتحرك إسرائيل نحو وقف إطلاق النار.

وتأتي هذه التطورات قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل، حيث تقود فرنسا اجتماعًا على هامشها بمشاركة دول أوروبية وأخرى من خارج القارة، مثل أستراليا وكندا ومالطا والبرتغال، لإعلان مواقف داعمة للاعتراف بفلسطين. بينما ستشارك دول مثل ألمانيا لدعم حل الدولتين دون الاعتراف رسميًا، متمسكة بموقفها التاريخي تجاه إسرائيل.

لكن الموقف الأميركي بدا متصلبًا؛ إذ وصفت مصادر في واشنطن المبادرة الأوروبية بأنها "استعراض إعلامي" و"مكافأة للإرهاب". كما حذّر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارته إلى قطر من أن الاعتراف من جانب واحد "يقوّض فرص السلام ويمنح حماس دافعًا سياسيًا"، لافتًا إلى أن الخطوة قد تعزز نفوذ اليمين المتطرف في إسرائيل الساعي لضم أجزاء من الضفة الغربية.

ويعكس هذا الحراك تباينات متزايدة بين الحلفاء الغربيين بشأن الموقف من الحرب في غزة، حيث تواجه حكومات أوروبية ضغوطًا داخلية متصاعدة لوقف الدعم غير المشروط لإسرائيل، مقابل إصرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب على مواصلة دعم العمليات العسكرية الإسرائيلية وعدم الاستجابة لمطالب الاعتراف بالدولة الفلسطينية.