الشرع في قمة الدوحة يعلن تضامن سوريا مع قطر ويستشهد ببيت شعر

الثلاثاء, 16 سبتمبر - 2025
الرئيس أحمد الشرع في قمة الدوحة
الرئيس أحمد الشرع في قمة الدوحة


أكد قادة من منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية في اجتماعهم في قمة طارئة استضافتها الدوحة ، تضامنهم مع قطر الدولة التي تبذل مساعيها لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.

وتفاوتت التصريحات بين الإدانة والشجب، ووصلت إلى حد الدعوة إلى معاقبة دولة الاحتلال وقطع العلاقة معها والسعي لتعليق عضوية تل أبيب في الأمم المتحدة.

وفي اختتام القمة، صدر بيان مشترك أدان بشدة العدوان الإسرائيلي على الدوحة، واصفاً الهجوم بأنه “انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد مباشر للسلم والأمن الإقليميين والدوليين”. وشدد القادة على تضامنهم المطلق مع دولة قطر في مواجهة الاعتداء الغادر، واعتبار المساس بأمنها وسيادتها اعتداءً على الأمن العربي والإسلامي بأسره. ودعا البيان الدول الأعضاء إلى «اتخاذ كافة التدابير القانونية والفعالة الممكنة لمنع إسرائيل من مواصلة أعمالها ضد الشعب الفلسطيني»، بما في ذلك «فرض العقوبات عليها، وتعليق تزويدها بالأسلحة والذخائر والمواد العسكرية أو نقلها أو عبورها، بما في ذلك المواد ذات الاستخدام المزدوج، ومراجعة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية معها، ومباشرة الإجراءات القانونية ضدها».

وأكد البيان على أن العدوان الإسرائيلي على دولة قطر “واستمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية، بما في ذلك جرائم الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والتجويع والحصار، والأنشطة الاستيطانية والسياسية التوسعية، إنما يقوض فرص تحقيق السلام والتعايش السلمي في المنطقة ويهدد كل ما تم إنجازه على طريق إقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل، بما في ذلك الاتفاقات القائمة والمستقبلية.”

وكان الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر افتتح القمة العربية الإسلامية الطارئة المنعقدة في الدوحة، وطالب بإجراءات ملموسة ضد إسرائيل بعد هجومها على بلاده وقال أمير قطر في كلمته خلال القمة: “عاصمة بلدي (الدوحة) تعرضت لاعتداء (إسرائيلي) غادر استهدف مسكنا تقيم فيه عائلات قادة حركة حماس ووفدها المفاوض”. وأضاف: “عندما وقع الاعتداء الإسرائيلي الغادر كانت قيادة حماس تدرس اقتراحا أمريكيا تسلمته منا ومن مصر (الوسطاء)”.

وأكد أن “من يعمل على نحو مثابر ومنهجي على استهداف طرف تفاوضي فإنه يعمل على إفشال المفاوضات”. وتساءل أمير قطر مستهجنا: “إذا كانت إسرائيل تريد اغتيال القيادة السياسية لحركة حماس فلماذا تفاوضها؟ وأوضح أن “رئيس وزراء إسرائيل (بنيامين نتنياهو) يحلم أن تكون المنطقة منطقة نفوذ إسرائيلية، وهذا وهم كبير، وهذه المخططات لن تمر”. وطالب الأمير تميم بـ”اتخاذ إجراءات ملموسة ضد إسرائيل”، مضيفا: “لو قبلت إسرائيل بمبادرة السلام العربية لوفرت : "الكثير من المآسي "و قال الرئيس السوري، خلال القمة مُعربًا عن دعم بلاده لدولة قطر "وفاء لها ولعدالة موقفها".

وأشار الشرع إلى أن "العدوان الإسرائيلي على غزة مستمر، ويمارس الاعتداءات على سوريا منذ 9 أشهر"، مضيفًا: "ما اجتمعت أمة ولمّت شملها إلا وقد تعاظمت قوتها، وما تفرقت أمة إلا وقد ضعفت".

وخلال كلمته، روى الشرع بيتًا يعود للشاعر الجاهلي عمرو بن برَّاقة الهمداني، يقول: "متى تجمع القلب الذكي وصارمًا وأنفاً حميًا تجتنبك المظالمُ".

وفي كلمته، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أن الهجوم الإسرائيلي على قطر كان إرهاباً سافراً ينتهك كل الأعراف الدولية. ودعا الرئيس الإيراني إلى تحرك جماعي وموحد من الدول العربية والإسلامية لمحاسبة إسرائيل على جرائمها.

أما الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، فاعتبر خلال كلمته بأن العالم الإسلامي يمتلك الحكمة والوسائل اللازمة لإحباط مطامع إسرائيل التوسعية، معرباً عن اعتقاده الراسخ بوجوب التضييق على إسرائيل اقتصادياً.

إلى ذلك، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إن “على إسرائيل أن تستوعب أن أمنها وسيادتها لن يتحققا بالقوة، بل باحترام القانون وسيادة الدول”. واعتبر السيسي أن “الانفلات الإسرائيلي، والغطرسة الآخذة في التضخم، تتطلب منا كقادة للعالمين العربي والإسلامي، العمل معا نحو إرساء أسس ومبادئ، تعبر عن رؤيتنا ومصالحنا المشتركة “. وشدد على ضرورة “إنشاء آلية عربية إسلامية للتنسيق والتعاون، تمكننا جميعا من مواجهة التحديات الكبرى، الأمنية والسياسية والاقتصادية”.

في المقابل، دعا عاهل الأردن عبد الله الثاني إلى أن يكون الرد على العدوان الإسرائيلي على قطر “واضحا وحاسما ورادعا”. وأردف: “ولا بد أن تخرج قمتنا اليوم بقرارات عملية لمواجهة هذا الخطر، لوقف الحرب على غزة، لمنع تهجير الشعب الفلسطيني، لحماية القدس ومقدساتها، ولحماية أمننا المشترك، ومصالحنا ومستقبلنا”.

وعلى صعيد خليجي، أصدر المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي بياناً ، ووجّه لعقد اجتماع عاجل في الدوحة يسبقه اجتماع للجنة العسكرية العليا، لتقييم الوضع الدفاعي للمجلس ومصادر التهديد في ضوء العدوان على قطر.

وبعد لقائه برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يتوجه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى قطر، اليوم الثلاثاء. وأكد روبيو، من القدس المحتلة، دعم واشنطن “الدور البناء” الذي تلعبه قطر في الوساطة في غزة. أما نتنياهو، فرفض الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي على الدوحة، معتبراً أن من حق كل دولة بموجب القانون الدولي الدفاع عن نفسها خارج حدودها ضد أولئك الذين يقتلون مواطنيها”. وقال إن الإدانة الدولية لإسرائيل أظهرت “سخرية ونفاقا شديدين”.

ولدى سؤاله عن الرسالة التي يوجهها إلى نتنياهو بهجومه على قطر، أجاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: “قطر حليف رائع جدا. لذا على إسرائيل والآخرين أن يكونوا حذرين. عندما نهاجم الناس، علينا أن نتوخى الحذر”. وأكد أن واشنطن عازمة على الحفاظ على “علاقات ممتازة” مع الدوحة. إلا أن موقع أكسيوس نقل عن مصادر إسرائيلية أنّ نتنياهو أبلغ بالفعل ترامب هاتفيا صباح يوم الهجوم بنيّة إسرائيل شنّ ضربات على قطر، نافياً ما صدر مسبقاً عن البيت الأبيض الذي أكّد أنّ الولايات المتحدة لم تُبلَّغ إلا بعد انطلاق الصواريخ. مسؤولون إسرائيليون آخرون أوضحوا، حسب الموقع، أنّ واشنطن كانت على علم مسبق على المستوى السياسي، وأنه لو عارض ترامب العملية كان بالإمكان إيقافها.