الشرع: الاستثمار أساس الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا

السوري اليوم
الجمعة, 12 سبتمبر - 2025
الرئيس السوري أحمد الشرع
الرئيس السوري أحمد الشرع

أكد الرئيس السوري أحمد الشرع أن مهمة أي سلطة تكمن في حماية المواطنين وتأمين أرزاقهم، مشيراً إلى أن هذا النهج رافق السياسة السورية منذ اللحظات الأولى بعد “التحرير”.

وأوضح الشرع، في مقابلة مع قناة “الإخبارية السورية”، أن قطاعات عدة يجري العمل على تطويرها حالياً، وفي مقدمتها الزراعة، لافتاً إلى استقبال أكثر من 1150 خط إنتاج جديد خلال الأشهر التسعة الماضية وإعادة تشغيل معامل متوقفة.

وأشار إلى أن صندوق التنمية وإعادة الإعمار يركز على إعادة بناء البنية التحتية للبلدات المدمرة ومعالجة أوضاع النازحين، موضحاً أن المشروع طويل الأمد ويبدأ وفق المتاح والأولويات.

الاستثمار بديلاً عن المساعدات

شدد الرئيس السوري على أن بلاده لا تسعى للاعتماد على المساعدات أو القروض “المسيّسة”، بل تعمل على فتح أبواب الاستثمار الخارجي بما يحقق فرص عمل، ويدعم البنية التحتية، ويوفر القطع الأجنبي، معتبراً أن حركة المال داخل البلاد ستنعكس إيجاباً على جميع القطاعات وتفتح أسواقاً خارجية.

العلاقات الدولية والإقليمية

تحدث الشرع عن إعادة بناء العلاقات الدولية والإقليمية، مؤكداً وجود رغبة أميركية بالاستثمار في سوريا، ومشيراً إلى أن موقع البلاد يجعلها ممراً رئيسياً للتجارة بين الشرق والغرب، وفاعلاً مهماً في قضايا الطاقة وسلاسل التوريد.

الموقف من إسرائيل

اتهم الرئيس السوري إسرائيل بالسعي إلى تقسيم البلاد خلال العقود الماضية، معتبراً أن سقوط النظام السابق شكّل فرصة تاريخية لاستعادة الدور السوري. وأوضح أن بلاده التزمت باتفاق عام 1974، وأنها طالبت بعودة قوات “الأندوف” إلى مواقعها، مؤكداً أن القصف الإسرائيلي الحالي لمواقع مدنية وعسكرية “غير مبرر”.

السياسة الخارجية والتوازن الدولي

أكد الشرع أن سوريا تبحث عن علاقات هادئة مع جميع الدول، مشدداً على أهمية الروابط مع روسيا كقوة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن، مع الحفاظ على استقلالية القرار السوري. كما أشار إلى بناء علاقات “جيدة” مع الولايات المتحدة ودول الإقليم.

الداخل السوري بعد التحرير

أوضح الرئيس السوري أن بلاده دخلت مراحل انتقالية شملت ملء الفراغ الرئاسي، وتشكيل حكومة، وإجراء انتخابات برلمانية، على أن يأتي الدستور الجديد لاحقاً. وفي ما يتعلق بالخلافات الداخلية، تحدث عن أحداث السويداء بين البدو والدروز، مؤكداً تشكيل لجان لتقصي الحقائق ومحاسبة المتورطين.

كما شدد على رفض أي مشروع تقسيم في شمال شرقي سوريا، مبيناً أن المكون العربي يشكل أكثر من 70% من السكان، وأن “قسد” لا تمثل جميع الأكراد. وأوضح أن المفاوضات مع “قسد” تواجه تباطؤاً في التنفيذ، مع التأكيد على “عدم التنازل عن ذرة تراب من الأرض السورية”.

الإصلاح السياسي

قال الشرع إن سوريا تتجه نحو صياغة قوانين ودستور ينظمان الحياة السياسية، مؤكداً أن التعددية والاختلاف في الآراء “حالة طبيعية تليق بسوريا”. وختم بالقول إن التحسن سيكون ملموساً شهرياً، داعياً السوريين إلى الصبر والثقة في مسار التغيير.