"وضع طالب الدراسات العليا عبادة صباغ شريحة زجاجية باردة على المجهر. كان الوقت قد تأخر، وكان المختبر هادئًا، لم يستطع ترك المختبر تلك الليلة، كان شغفه يقوده، قام بتعديل بعض الإعدادات وتتبع المسار على طول السبيل البصري قبل تكبير المهاد في الدماغ. فاجأه ما رآه: شريطان متجاوران من البقع المتوهجة، كل نقطة تدل على جسم الخلية."
بينما تجتمع على سوريا أثار الحرب الطويلة وخطر وباء ممتد، ونقص في الاموال والانفس والثمرات، مازال ابناؤها الذين توزعوا في انحاء الارض يشكلون نقاطا مضيئة وأملا كبيرا في الأفق.
تمت تسمية عبادة الصباغ مرشح الدكتوراه الذي يجري بحثًا في معهد Fralin للأبحاث الطبية الحيوية في VTC في قائمة مجلة Forbes Magazine لعام 2020 والتي تضم 30 مبتكرًا شابًا في مجال العلوم ممن لديهم القدرة على جعله كبيرًا وتقوم مجلة فوربس بإصدار قوائم سنوية تحت عنوان "30 تحت 30" السنوية في عشرين مجالا تتضمن رواد اعمال وناشطين والعلماء والفنانين الشباب، ممن يتحدون الصعاب لبناء عالم أفضل.
عبادة صباغ مهاجر سوري الى الولايات المتحدة، شق طريقه العلمي الطموح مدفوعا بشغف لا يقاوم للمعرفة والتعلم، وتابع العمل الجاد والمجهد لتحقيق مرتبة تلو اخرى ليصل الى الترشح للدكتوراه قبل بلوغه 27 عاما، يهتم بالإنسانية إضافة الى العلم ويقوم بالمناصرة والدعم لفتح حدود الفرص العلمية لتشمل الفئات المهمشة في المجتمع الاميركي من مهاجرين وملونين وغيرهم.
يعمل عبادة صباغ، مرشح الدكتوراه بجامعة فرجينيا تك، على رسم خريطة لبنية الدماغ البصري ويدعو في الوقت نفسه، إلى مزيد من التنوع والشمول في منح فرص البحث العلمي والمشاركة في الابحاث العلمية.
يقول الصباغ في صفحته على لينكدان:
العلم بالنسبة لي هو أكثر من مجرد عمل ومنح ومنشورات. أعتقد أن بإمكان العلم تشكيل العالم، وإلهام خيال الناس، وتوجيه صانعي السياسات والمواطنين على حدٍ سواء.
أنتج البحث الذي قام به صباغ ضمن فريق مايكل فوكس، فهمًا أعمق لكيفية بناء جزء من الدماغ الذي يعالج المعلومات المرئية، وهو النواة الركبية الجانبية البطنية (vLGN). حيث ترتبط المنطقة أيضًا بالساعات البيولوجية وحركات عضلات العين والمزاج.
وقد رسم الصباغ خريطة للبنية الطبقية للمنطقة، مما يشير إلى معالجة أنواع متعددة من المعلومات هناك - وهو اكتشاف أكده برنامج كمبيوتر مشفر عمل علبه عبادة.
وفيما يحضرعبادة الصباغ للدفاع عن أطروحة الدكتوراه في أيار القادم فإن اكتشافه قد يساهم في فهم أكثر ثراءً لكيفية اتصال المنطقة المرئية بأجزاء أخرى من الدماغ.