دولة الاحتلال تطلب من سكان غزة مغادرتها فورا

الثلاثاء, 9 سبتمبر - 2025
غزة المدمرة
غزة المدمرة


طلبت إسرائيل من سكان مدينة غزة مغادرتها فورا بعد أن قالت إنها ستكثف غاراتها الجوية وعملياتها البرية في القطاع في “إعصار مدو”، إذا لم تطلق حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراح آخر الرهائن لديها وتستسلم.
وفيما وصف بأنه تحذير أخير يوم الاثنين، أبلغ الجيش الإسرائيلي حركة حماس بأنه سيدمر غزة إذا لم تسلم سلاحها وتفرج عن 48 رهينة خطفوا في هجمات 2023 على إسرائيل والتي أشعلت فتيل الحرب في غزة.
وقال سكان إن قوات إسرائيلية قصفت مدينة غزة من الجو وفجرت مركبات مدرعة في شوارعها.
وذكرت حماس أنها تدرس أحدث اقتراح أمريكي بشأن وقف إطلاق النار، الذي سلم يوم الأحد مع تحذير من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “الفرصة الأخيرة” للحركة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أقول لسكان (مدينة) غزة: لقد حذرناكم.. اخرجوا من هناك” مضيفا أن إسرائيل نسفت 50 “برجا إرهابيا” في الأيام القليلة الماضية تمهيدا لعملية “برية” مرتقبة في مدينة غزة.
وكتب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على إكس “اليوم سيضرب إعصار مدو سماء مدينة غزة، وأسقف أبراج الإرهاب ستتزلزل”.
وأضاف “هذا هو الإنذار الأخير لقتلة ومغتصبي حماس في غزة وفي فنادق الفخامة في الخارج: أطلقوا سراح الرهائن وألقوا السلاح، وإلا فغزة ستدمر وأنتم ستبادون”.
وظهر منشور كاتس قبل ورود تقارير عن إطلاق نار في محطة حافلات بالقدس أودى بحياة ستة أشخاص بينهم مواطن إسباني. وأشادت حماس بمنفذي الهجوم.
وقصف الجيش الإسرائيلي مبنى من 12 طابقا في وسط مدينة غزة حيث كانت تقيم عشرات العائلات النازحة، وذلك بعد ثلاث ساعات من إنذار قاطنيه وآخرين في مئات الخيام بالمنطقة المحيطة بالمغادرة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن مسلحي حماس الذين “زرعوا وسائل لجمع معلومات المخابرات” وعبوات ناسفة كانوا يعملون بالقرب من المبنى و”استخدموه طوال الحرب للتخطيط لشن هجمات إرهابية على قوات الجيش الإسرائيلي”.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن أحدث مقترح أمريكي بشأن غزة يدعو حماس إلى إعادة جميع الرهائن الأحياء والقتلى الثمانية والأربعين المتبقين في اليوم الأول من وقف لإطلاق النار، على أن تجرى مفاوضات لإنهاء الحرب.
ودائما ما تقول حماس إنها تنوي الاحتفاظ ببعض الرهائن على الأقل لحين انتهاء المفاوضات. وقالت في بيان إنها “جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تستلم عملها فورا”.
وقال مسؤول مطلع على سير المحادثات لرويترز إن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حث قادة حماس السياسيين على “الاستجابة” لأحدث مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الأسرى، وذلك خلال محادثات في الدوحة يوم الاثنين.
وأضاف المسؤول “حث رئيس الوزراء القطري حماس على الاستجابة لأحدث مبادرة أمريكية، والتي نقلت عبر وسطاء، وتهدف إلى ضمان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى في غزة”.
وقال باسم نعيم، القيادي في حماس، يوم الاثنين إن مقترح الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة لا يزال مجرد أفكار “أولية يسميها الطرف الأمريكي عرضا”. وأضاف في منشور على قناته على تيليجرام “من الواضح أن الهدف الأساسي منها الوصول إلى رفض العرض وليس الوصول إلى اتفاق يفضي إلى وقف الحرب وانسحاب القوات المعادية بشكل كامل وتبادل الأسرى”. ولم يقدم تفاصيل للموقف الرسمي للحركة.
وذكر مسعفون أن من بين 25 فلسطينيا على الأقل قتلوا في غزة يوم الاثنين أسامة بعلوشة وهو صحفي يعمل في وسائل إعلام فلسطينية. وقال مسعفون إن 15 شخصا آخرين قتلوا في غارات إسرائيلية منفصلة وإطلاق نار في أنحاء القطاع، مما يرفع عدد القتلى إلى 40 على الأقل.
وتشير السلطات الفلسطينية إلى أن ما يقرب من 250 صحفيا في غزة قتلوا خلال الحرب، مما يجعلها أكثر الحروب دموية في العالم بالنسبة لوسائل الإعلام فيما تعيه الذاكرة.
وتمنع إسرائيل المراسلين الأجانب من دخول غزة، لذا فإن جميع الصحفيين الذين قتلوا هناك من الفلسطينيين. ويقول مسؤولون فلسطينيون إن إسرائيل تتعمد استهداف بعض الصحفيين، وهو ما تنفيه إسرائيل.
وأشار ترامب يوم الأحد إلى أن صفقة لغزة قد ترى النور قريبا لإطلاق سراح جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس. وفي وقت سابق، أصدر ما وصفه “بالتحذير الأخير” للحركة الفلسطينية المسلحة.
وقال مسؤول إسرائيلي إن إسرائيل “تدرس بجدية” اقتراح ترامب لكنه لم يخض في تفاصيل.
واندلعت الحرب بعد هجوم شنه مقاتلون تقودهم حماس على جنوب إسرائيل في عام 2023. وقتل المهاجمون 1200 شخص واحتجزوا أكثر من 250 رهينة في غزة. وأطلق سراح معظم الرهائن في اتفاقين لوقف إطلاق النار أحدهما في نوفمبر تشرين الثاني 2023 والثاني استمر من يناير كانون الثاني إلى مارس آذار 2025، لكن الحركة أبقت آخرين للضغط في المفاوضات.
وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن الهجوم الإسرائيلي دمر معظم مناطق القطاع وتسبب في كارثة إنسانية. وتأكد مقتل ما يقرب من 63 ألف فلسطيني.
وقالت وزارة الصحة إن ستة فلسطينيين آخرين، بينهم طفلان، توفوا بسبب سوء التغذية والجوع في غزة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأسباب إلى 393 شخصا على الأقل معظمهم خلال الشهرين الماضيين.
وتقول إسرائيل، التي تتحكم في دخول جميع الإمدادات إلى غزة، إن الحديث عن مستوى الجوع هناك مبالغ فيه وإن الوفيات المبلغ عنها ترجع إلى أسباب أخرى.
وطوال فترة الصراع، تعثرت الجهود المبذولة للتفاوض على إنهاء الحرب بسبب اشتراط إسرائيل أن تفرج حماس عن جميع الرهائن وتتخلى عن سلاحها. وتقول حماس إنها لن تسلم سلاحها قبل أن يكون للفلسطينيين دولة مستقلة