دمشق – افتُتحت مساء اليوم فعاليات الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي على أرض مدينة المعارض بريف دمشق، وذلك بعد غياب استمر لسنوات، بمشاركة نحو 800 شركة سورية وعربية وأجنبية تمثل قطاعات صناعية وتجارية وخدمية متنوعة.
وأعلن الرئيس السوري أحمد الشرع في كلمة الافتتاح انطلاق المعرض، مؤكداً على رمزية عودته بعد سنوات من التوقف، باعتباره "نافذة اقتصادية وثقافية لسوريا بعد الاستقلال"، وواحداً من أعرق المعارض في المنطقة منذ تأسيسه عام 1954.
وقال الشرع: «لطالما احتلت الشام عبر تاريخها التجاري المراكز المرموقة بين دول العالم، حيث أكسبها موقعها المهم تميزاً بما تقدمه من خدمات وما توفره من رعاية، ما جعلها بيئة آمنة لسلامة القوافل التجارية. واليوم نجتمع هنا في أول صرح من نوعه عرفته المنطقة، في أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ، لنحيي وجهاً من وجوه تاريخ شامنا العريق وإرثها الاقتصادي التليد، ونفتح معاً صفحة مشرقة جديدة عنوانها: معرض دمشق».
وتشارك المملكة العربية السعودية في هذه الدورة كـ "ضيف شرف"، في خطوة اعتبرتها وكالة الأنباء السعودية (واس) تعبيراً عن "متانة الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين"، وترجمةً لحرص المملكة على تعزيز التعاون الاقتصادي وتنمية التجارة البينية، بما يفتح آفاقاً جديدة أمام السلع والخدمات الوطنية في السوق السورية.
ويُعد معرض دمشق الدولي، الذي انطلقت دورته الأولى في سبتمبر/أيلول 1954 برعاية الرئيس هاشم الأتاسي، من أقدم المعارض التجارية في المنطقة، حيث تحول خلال عقود ماضية إلى مهرجان اقتصادي وثقافي وفني، استضاف فعاليات كبرى من حفلات موسيقية ومسرحية وعروض سينمائية، إلى جانب كونه منصة للتبادل التجاري وعرض الصناعات السورية والعالمية.
وتأمل الجهات المنظمة أن تشكل الدورة الجديدة بداية لمرحلة اقتصادية أكثر انفتاحاً، وأن يسهم المعرض في إعادة وصل سوريا بالأسواق العربية والدولية، بما يعزز فرص الاستثمار والتعاون الإقليمي.