شهدت العاصمة السورية دمشق، مساء الأحد 22 يونيو 2025، هجومًا انتحاريًا استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة السكني، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح، في حادثة تعد من أكثر الهجمات دموية منذ سنوات.
أعلنت وزارة الداخلية السورية أن منفذ الهجوم هو انتحاري ينتمي إلى تنظيم "داعش"، قام بإطلاق النار عشوائيًا داخل الكنيسة أثناء تواجد المصلين، قبل أن يفجر نفسه بسترته الناسفة.
ووفق وزارة الصحة، فقد بلغ عدد الضحايا حتى الآن 20 قتيلًا و52 جريحًا، تم نقلهم إلى عدد من مشافي دمشق، بينها مشفى المواساة.
فور وقوع الانفجار، انتقلت الوحدات الأمنية إلى موقع الحادث وفرضت طوقًا أمنيًا في محيط الكنيسة. كما باشرت فرق الطب الشرعي والأدلة الجنائية عملها، بينما انتشرت عناصر من قوى الأمن الداخلي في المنطقة تحسبًا لأي طارئ.
وأكدت وزارة الداخلية في بيانها أن التحقيقات جارية لتحديد هوية المنفذ وشبكة الدعم المحتملة وراء هذا الهجوم، مشددة على أن "هذا العمل الإرهابي الجبان لن يمر دون محاسبة".
تضامن واسع... وبنك الدم يوحد السوريين
في مشهد إنساني لافت، شهد بنك الدم في حي المزة إقبالًا كبيرًا من المواطنين السوريين بمختلف انتماءاتهم الدينية والاجتماعية للتبرع بالدم للضحايا.
رجال ونساء من مختلف المناطق والطوائف توافدوا لتقديم ما يستطيعون من دعم، في صورة جسدت وحدة السوريين في مواجهة الإرهاب، ورسالة واضحة بأن الدم السوري واحد مهما حاول الإرهاب تقسيمه.
كنيسة مار إلياس... معلم ديني وتاريخي
تقع كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، وتُعد من أبرز الكنائس التابعة للطائفة الروم الأرثوذكس في دمشق. ويأتي هذا الاستهداف في وقت تشهد فيه المدينة استقرارًا نسبيًا بعد سنوات من النزاع، ما أثار قلقًا واسعًا من احتمال عودة الخلايا النائمة لتنظيم داعش إلى تنفيذ هجمات داخل المناطق الآهلة بالسكان.
يأتي هذا الهجوم بالتزامن مع تصعيد العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في البادية السورية وريف دير الزور، وهو ما دفع بعض المراقبين لربط الحادثة بمحاولة التنظيم إعادة إثبات وجوده عبر استهداف مناطق مدنية.
وفي الوقت الذي يُنتظر فيه صدور بيانات إدانة من مؤسسات دينية وسياسية داخلية وخارجية، يتابع الشارع السوري تطورات التحقيقات، وسط حالة من الحزن والغضب.
> السلطات السورية أكدت استمرارها في ملاحقة كل من يقف خلف هذا الاعتداء، فيما توجّهت دعوات من شخصيات دينية ومدنية للتمسك بالوحدة الوطنية ورفض الانجرار وراء محاولات الفتنة.