وصلت صباح اليوم الدفعة الأولى من الحجاج السوريين المشمولين بـ منحة رئاسة الجمهورية العربية السورية، والتي خُصصت هذا العام لأكثر من 500 حاج من مصابي المعارك وذوي الشهداء والأسرى في سجون النظام البائد، لأداء فريضة الحج لعام 1446 هـ – 2025 م.
وكان في وداع الحجاج، قبل مغادرتهم، عدد من المسؤولين والجهات المنظمة، الذين أكدوا أن هذه المبادرة تأتي في إطار التكريم الرسمي لتضحيات الأبطال وأسرهم، ووفاءً لمن قدموا أرواحهم وأعمارهم دفاعًا عن الوطن.
وتشمل المنحة كامل نفقات الرحلة، من تأشيرات، ونقل، وإقامة، وخدمات لوجستية وطبية، إلى جانب برامج إرشاد ديني تُرافق الحجاج طوال فترة أداء المناسك.
وتأتي هذه المبادرة في سياق الوفاء للدماء التي رُويت على تراب الوطن، وتكريمًا لأسر الأبطال الذين واجهوا الإرهاب دفاعًا عن وحدة البلاد وكرامتها. وتشمل المنحة تغطية كامل التكاليف المالية للحج، بما في ذلك رسوم التأشيرة، والإقامة، والنقل الجوي والبري، بالإضافة إلى خدمات الإرشاد والتنظيم والرفقة الطبية والدينية.
ووفقًا للبيان الصادر عن الجهة المنظمة للبعثة، فقد تم اختيار الأسماء وفقًا لمعايير دقيقة، بالتنسيق مع الجهات المختصة، لضمان تمثيل عادل من مختلف المحافظات والمناطق المتضررة، وخاصة أولئك الذين فقدوا معيلهم في ميادين الشرف، أو تحملوا الإصابات الجسيمة في المعارك، أو أمضوا سنوات في معتقلات النظام البائد.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الإجراءات والبرامج التي أطلقتها الدولة مؤخرًا في إطار إعادة الاعتبار لضحايا الحرب، وترسيخ ثقافة الوفاء والعدالة الاجتماعية، وفتح أبواب الأمل والروحانية أمام من دفعوا أثمانًا باهظة في سبيل بقاء سوريا حرّة موحّدة.
ومن المقرر أن تتوالى رحلات الحجاج على دفعات خلال الأيام القادمة، وسط تنظيم دقيق يضمن راحة وسلامة الجميع.
يُذكر أن هذه المنحة تأتي ضمن سلسلة مبادرات إنسانية واجتماعية أطلقتها رئاسة الجمهورية في السنوات الأخيرة، بهدف رد الجميل لشهداء الوطن ومصابي الحرب وأسر المعتقلين، والتأكيد على أن تضحياتهم ستبقى موضع تقدير دائم.