الطبيعي في الظروف التي تمر بها سورية عموما وحوران خصوصا، أن نجد آراء متنوعة حول مستقبل البلد. أيضا من الطبيعي ان نجد مثل هذه الآراء في ظل الحصار والقصف القاتل الذي يشنه الأسد وميليشيات إيران على درعا البلد أمام انظار العالم وبقية الاحتلالات في سورية. التعدد بالآراء هذا يحدده الموقف من السلطة الاسدية القاتلة. لم يطرح رأيا حتى اللحظة يصف السلطة بما هي ليست فيه، او يضفي عليها اية شرعية. بقي الموقف من السلطة موحدا رغم تعدد هذه الآراء حول مستقبل البلد بدون الاسدية. صدر هذا اليوم 08.08.2021 يتحدث عن شكل من اشكال الفيدرالية. بمضمونه ليس جديدا. الجديد فيه انه يصدر عن مجموعة من حوران. هذا البيان تم توقيعه باسم عشائر حوران. هذه ملاحظة أولى ليست في صالح البيان: لا يجوز ان يصدر بيانا بدون الاسماء الصريحة للقائمين عليه. خاصة بعد رفض اغلب تشكيلات درعا له. تم اصدار بيانات من عشائر درعا توضح انها لم تسمع به.
من يحمل هكذا رؤيا يجب ان يدافع عنها علنا وبالاسم الصريح.
الملاحظة الثانية: البيان يتحدث في مقدمته عن سنوات الحرب العشر الأخيرة. إنها بالنسبة للتاريخ سنوات ثورة على نظام قاتل. بغض النظر عن الوقائع العسكرية وغيرها. إنها سنوات حرب ابادية خاضها المحتل الاسدي وحلفائه ضد الشعب السوري.
أيضا الموضوع لا علاقة له بالحرب. موضوع تأسيس عقد اجتماعي ودستوري جديد بين السوريين امرا تطرحه فاشية السلطة الاسدية. التي كانت سببا بانطلاق الثورة ضدها من اجل تغييرها. هذه الفاشية الاسدية عمرها أكثر من نصف قرن.
هذا العقد الاجتماعي لا تطرحه أيضا قضية فشل النظام في الإدارة. بل تطرحه حرية الناس، وكرامتها، وحقوقها الفردية، والجمعية. هل كان النظام ناجحا قبل الثورة؟
الموقف من النظام يحدده لا شرعيته على كافة المستويات.
ملاحظة أخيرة: هنالك من يرى أن البيان حمال أوجه، وهذا صحيح نسبيا. لكنه في النهاية يمكن التأسيس عليه كمخرج لسورية المستقبل بدون الاسدية.
الشعب السوري يعيش تحت خمس احتلالات اخطرها على الاطلاق هو الاحتلال الاسدي. هذا أساس الموقف لرؤية مستقبل البلد.
هذا البيان رغم هذه الملاحظات يفتح نقاشا محقا بغض النظر عن توقيته وملاحظاتنا حوله.